محمد من "إيواء مصراته": شِلت كفني على إيدي عشان لقمة العيش
داخل مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين فى مدينة مصراتة، قبع قرابة 200 مصرى فى ساحة المدرسة الصغيرة المكونة من طابقين، الأول مخصص للرجال والثانى للنساء، يجلسون القرفصاء للإدلاء بأسمائهم لأحد المسئولين فى مركز الإيواء استعداداً لترحيلهم خلال ساعات إلى السفارة المصرية فى تونس عبر معبر رأس جدير.
وذكر «محمد»: «أنا جيت هنا أنا وأغلب الناس الموجودة هنا عشان ظروفى، أنا شِلت كفنى على إيدى وأنا جاى هنا وكل ده عشان لقمة العيش أنا لو كان ليَّا خير فى بلدى ماكنتش جيت هنا، أنا لو كان ليهَا لقمة عيش فى بلدى ماكنتش فكرت أرمى نفسى كده، أنا قدمت حياتى قدامى عشان الناس اللى ورايا، أصبح دلوقتى اللى ورايا ما يعرفوش عنى إذا كنت حىّ ولاّ ميت». وأكمل الشاب العشرينى بنبرة حزن حادة غلبت على صوته: «إحنا كنا بنتعامل مع مافيا، مجموعة تسلمنا لمجموعة تحت تهديد السلاح، سافرت تهريب عن طريق السلوم ومنها إلى أجدابيا وبعدها وصلنا لزلة وكل مرة كنا بنلاقى العدد بيكبر فى الطريق، وأغلبنا كان مغلوب على أمره، يعنى لما واحد فيهم يرفع عليَّا سلاح فى الجبل عشان ياخد منى ورقى وفلوسى وتليفونى بأضطر أسلمه كل حاجة عشان أنجو بنفسى، إحنا كنا بنتعامل مع مافيا بس مفيش قدامنا غير الطريق ده، كنا مضطرين نستحمل لحد ما نوصل لبنى وليد وكل واحد يتفرق ويروح لمكان شغله، بس السلطات الليبية قبضت علينا قبل ما نوصل لبنى وليد، كل اللى بنطلبه من السفارة المصرية أنها ترحلنا، فيه ناس قاعدة بقالها 3 أشهر عقلها مابقاش فيها وفيه ناس أهلها عملت لها عزا فى البلد من كتر ما هما ما يعرفوش عنهم حاجة». الدخول إلى ليبيا بشكل غير شرعى لم يخطر يوماً ببال «بدوى محمد جنيدى» التاجر من محافظة الفيوم، الذى ذهب إلى أحد مكاتب العمالة وتسفير المصريين إلى الخارج، رغبة فى تصفية أعماله فى ليبيا، إذ أكد له المكتب بأنه سيحجز له طائرة سفر من القاهرة إلى الخرطوم ومنها إلى مطار معيتيقة فى طرابلس، إلا أن التاجر فوجئ بأن رحلته من السودان انتهت فى مطار الأبرق بالمنطقة الشرقية وليس مطار معيتيقة بمدينة طرابلس فى المنطقة الغربية وعندما أراد أن يستقل طائرة من الأبرق إلى معيتيقة، أخبرته السلطات الليبية بأن الطيران الداخلى ممنوع للأجانب وهو ما جعله يخرج من المطار ليجد أمامه سيارات واقفة أمام المطار، ستتحرك إلى طرابلس مقابل 150 ديناراً ليبياً.