رضيع يتسلم شهادة تخرج والدته بعد وفاتها.. «اشترت له روب عشان يشاركها فرحتها»

كتب: شيماء مختار

رضيع يتسلم شهادة تخرج والدته بعد وفاتها.. «اشترت له روب عشان يشاركها فرحتها»

رضيع يتسلم شهادة تخرج والدته بعد وفاتها.. «اشترت له روب عشان يشاركها فرحتها»

بخطوات بطيئة والدموع تتساقط من عينيها، وهي تشاهد صورة شقيقتها الراحلة أمامها والابتسامة تزين وجهها، مرفقة ببعض الآيات القرآنية، حاملة نجل الراحلة على كتفها، تسير باتجاه المنصة التي كانت ستشهد على فرحة شقيقتها، إلا أن للقدر كلمة أخرى، ليتوفاها الله، وجيء بالرضيع ليتسلم شهادة تخرج والدته، في مشهد مؤثر أدمت له القلوب.

الاستعداد لحفل التخرج

حينما وطأت قدماها في السنة الرابعة والنهائية من كلية الحقوق، بجامعة الزقازيق، سيطرت عليها فرحة كبيرة للانتهاء من الدراسة والتفرغ إلى زوجها وابنها، التي أرادت أن يشاركها فرحتها على منصة استلام شهادة التخرج، ومن ثم بدأت في الاستعداد بحماس كبير، للحفل الذي انتظرته سنوات طويلة، وخاصة أنها ستصطحب صديقها كما كانت تصفه دائمًا، وهو فلذة كبدها محمد هاني.

«مامي بتتخرج» كلمات دونت على روب الطفل الصغير، الذي لم يتجاوز سوى الشهور الأولى من عمره، كانت كفيلة بأن تنهار لها قلوب أصدقاء والدته مي جلال الطحاوي وأهلها، وهو يتسلم شهادة والدته الرحلة، بعد أن حملته خالته إلى المنصة، بقلب منكسر، خاصة أن شقيقتها الراحلة كانت أمنيتها أن تصل إلى هذه المرحلة، برفقة نجلها الصغير، وفق ما أوضحته نوشا الطحاوي، ابنة خالتها، وبمثابة شقيقتها، خلال حديثه لـ«الوطن».

وفاة مي قبل حفل تخرجها

خلال الاستعداد لقدوم شهر رمضان المبارك، شعرت «مي» من الزقازيق، بحالة إعياء مفاجئة، دون معرفة السبب الرئيسي، إلا أنها ظلت عدة أيام تتجول من مستشفى لآخر بسبب تعبها المفاجئ، إلا أن المرض اشتد عليها ودخلت على أثره إلى العناية المركزة، فضلا عن احتياجها إلى نقل دم، ولكن فصيلتها كانت نادرة، ويوم 21 من شهر مارس الماضي، فارقت الحياة، تاركة وراءها قلوبا موجوعة على فراقها، وكأنها قدمت هدية عيد الأم لوالدتها، التي كانت متعلقة بها للغاية، حسب «نوشا».

«كانت الضحكة على طول على وشها وفي قلبها أطيب قلب ممكن تتعاملي معاه، تقعدي معاها متشبعيش منها.. كانت متعلقة بابنها ومامتها أوي وبتحب كل الناس.. وجعتنا أوي بفراقها لكن هي في مكان أحسن وربنا يبارك في ابنها» على حد تعبير ابنة خالتها، وصديقتها المقربة، موضحة أن «مي» حبيبة الجميع، إذ حزنوا عليها للغاية، داعين الله أن يتغمدها برحمته.

حزن رواد وسائل التواصل الاجتماعي

«في معانا حد مهم جدًا.. لو مش حاضر بجسمه وقلبه، فهو حاضر بـ روحه، نقدر نقول عليه الغائب الحاضر.. السنة دي فقدنا زميلة عزيزة من دفعة حقوق 2024، أكيد كنا بنتمنى تشاركنا في حفلة التخرج لكن إرادة ربنا كانت أرحم بكتير، ويشاء القدر أنها تحتفل بردو لكن في مكان أحسن بكتير، ربنا يتولاها برحمته ويعوض شبابها في الجنة، ويعوض أسرتها بإذن الله.. سيتسلم الجائزة طفلها محمد هاني بنيابة عن والدته» كلمات نطقت بها مقدمة حفل التخرج، في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

خيَّم الحزن على رواد وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تسلم الرضيع وخالته شهادة تخرج والدته الراحلة، داعين الله بالرحمة والمغفرة للأم، وبالصبر والقوة لأهلها وفلذة كبها، الذي لا يشعر بمرارة الفقد حاليا، لصغر سنه.


مواضيع متعلقة