على طريقة أفلام الأكشن، انتشر فيديو اختطاف عريس المنصورة، مثل النار فى الهشيم وأثار الذعر بين المصريين وحقق أعلى «تريند» من المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعى.. الفيديو يظهر العريس وهو يغادر قاعة الأفراح عقب انتهاء حفل الزفاف متوجهاً بصحبة عروسه والأهل والأحباب لاستقلال سيارة الزفة التى كانت تنتظرهما أمام قاعة الفرح لتنقلهما إلى عش الزوجية وبمنتهى الإتيكيت فتح العريس الباب الخلفى لعروسه التى دخلت السيارة وتوجه إلى الناحية الأخرى للسيارة للركوب إلى جوارها وفى هذه الأثناء جاءت سيارة بيضاء مسرعة وتوقفت إلى جوار سيارة الزفة ونزل منها شخص مفتول العضلات جذب العريس إلى داخل السيارة بقوة وخطفه وانطلقت السيارة مسرعة وسط ذهول وصراخ المعازيم وأهالى وأقارب العروسين الذين حاولوا اللحاق بالسيارة وإنقاذ العريس من الاختطاف دون جدوى، حيث انطلقت السيارة بالعريس بسرعة جنونية.. وخلال دقائق تبادل الجميع الفيديو المرعب الذى أصبح «تريند» فى دقائق معدودة واتبعته العروس بفيديو آخر ظهرت فيه وهى تبكى منهارة ملتاعة تستغيث بالشرطة لإنقاذ عريسها من الخاطفين الذين ارتكبوا جريمة مروعة تعد هى الأولى من نوعها فى مصر!! ولخطورة الواقعة وجه اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى بإشراف اللواء محمود أبوعمرة، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وبعد فحص الفيديو وإجراء تحريات سريعة، تبين أن العريس بلوجر يمتلك صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى عليها نصف مليون متابع وكذلك العروس أيضاً بلوجر وأنه فبرك واقعة الاختطاف بالتنسيق مع أصدقائه لبث الواقعة على صفحته على الإنترنت لجلب ملايين المشاهدات حتى يجنى من ورائها أموالاً ضخمة وأنه اتفق مع بعض أصدقائه على سيناريو الخطف الذى تم تنفيذه بدقة.. تم القبض على العريس وشركائه وبإحالته إلى النيابة قررت حبسه هو وثلاثة من أصدقائه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وإخلاء سبيل العروس، وشقيقاته بكفالة 10 آلاف جنيه ليقضى ليلة العمر فى الزنزانة بدلاً من عش الزوجية الذهبى.
لا شك أن هوس وجنون التريند واللهث وراء المشاهدات أصبح مصدر تربح للكثيرين وأصبح البحث عن التريند وظيفة مَن لا وظيفة له وغاية وهدفاً للبعض الذين هم على استعداد لتقديم محتوى كاذب هابط يلقى تفاعلاً كبيراً ويحظى بنسبة مشاهدات تتصدر مؤشرات البحث.. وصل الأمر بالبعض إلى اختلاق وافتعال أحداث مبتذلة ليصبح «تريند» واتخذ البعض السوشيال ميديا وظيفة، وهذا الفكر أظهر لنا العديد من «اليوتيوبرز» الذين جنوا أموالاً ضخمة وشهرة واسعة بسبب فيديوهات فاضحة أو تافهة.
لقد بلغ جنون التريند بسيدة أن قامت ببث مقطع فيديو ادعت فيه أن أحد أبنائها أقام علاقة محرمة مع شقيقته لتكتشف الشرطة أن الأم «بلوجر» فعلت ذلك لتحقيق التريند ويتم القبض عليها وتوجه لها تهم الاتجار بالبشر باستغلالِ أطفالها بإظهارهِم فى مقاطع مرئية ونشرها على حساباتها بقصدِ الحصولِ على ربح مادى.. ولا ينسى أحد تحدى رقصة «الكيكى»، التى يترجل فيها السائق من سيارته أثناء سيرها ويبدأ الرقص بجوارها بينما تتحرك، قد يبدو ذلك لطيفاً للبعض لكنه متهور فى الحقيقة ويخالف القواعد وتم فرض عقوبات فى بلدان عدة على مَن يقدم على فعلها وقد كشفت دراسة نشرتها صحيفة بريطانية أن محاولات التقاط صور السيلفى الغريبة وغير التقليدية أودت بحياة 259 شخصاً خلال السنوات الأخيرة وشملت الحوادث مقتل شابة تايلاندية أثناء التقاطها صورة أمام قطار مسرع، فيما أطلق شخص النار على نفسه بالخطأ أثناء التقاط صورة السيلفى وسقط زوجان بولنديان وطفلاهما من على حافة منحدر عندما حاولا التقاط صورتهم الخاصة.
وفى مصر الكل يريد ركوب التريند للوصول إلى حلم الشهرة والحصول على المال بأى وسيلة لدرجة أن البعض اتجه إلى الكذب واختلاق قصص وهمية من وحى الخيال من أجل الوصول إلى التريند، كما حدث فى واقعة فتاة الشرقية التى اختلقت قصة إنقاذها لأسرة من 6 أشخاص من الغرق لمجرد ركوب التريند.. البطلة المزيفة نالت إعجاب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى ثم تبين كذب روايتها.
وجميعنا نذكر قصة عامل النظافة الذى تم طرده من مطعم كشرى وتعاطف معه جميع رواد التواصل الاجتماعى، وواقعة البلوجر «هدير» وزوجها حيث أعلنا عن امتلاكهما شركة استثمار فى تجارة العقارات والسيارات ودعوتهما الجمهور عبر السوشيال ميديا التوجه إلى مقر الشركة لإيداع الأموال واستثمارها مقابل الحصول على أرباح. الأمر جد خطير، لذلك أطالب بمواجهة هذه الظاهرة قانونياً ومجتمعياً قبل أن تتفاقم وتعرض المجتمع إلى الانهيار القيمى ولا بد من تعديل تشريعى يغلظ العقوبة لمن يفعل ذلك.