اعتراف صادم للبعض ومُفاجئ للبعض الآخر أدلى به الإخوانى عصام تليمة -المقيم بالخارج- جعل بقايا جماعة الإخوان الإرهابية فى الخارج يشعرون بالإحراج الشديد ووضعهم فى موقف صعب أمام أنصارهم.
«تليمة» قال نصا: (لا توجد جماعة إخوان الآن، ما يوجد الآن هم مجموعات على شكل فصائل متفرقة ومشتتة، مختلفون ومتصارعون، لا يوجد لدىّ أى شىء يدل على أنهم إخوان، ولم يعُد أحد فيهم يفكر فى الدعوة، بل أصبح كل همهم الحصول على الأموال، وكيف يسيطرون على الأموال التى كانت مملوكة من قبل للجماعة، هم مجموعات مشتتة ضد بعضهم البعض، والغريب أن «الفصيلة» بها خلافات كثيرة، لهذا أدعو جميع الفصائل المتفرقة التى انفصلت عن الجماعة للحوار والنقاش حول مستقبل الجماعة الأم، أدعوهم للقاء والالتقاء ونبذ الخلافات بينهم، أقول ذلك بمناسبة لقاء الرئيس السيسى بالرئيس أردوغان اللذين نسيا الماضى وقاما بطى الصفحات القديمة وفتح صفحة جديدة).
اعترافات «عصام تليمة» جاءت فى فيديو تم نشره على قناته على اليوتيوب أمس الأول، وجددت الصراع بين المنتمين للجماعة بالخارج، وأعادت الجرح القديم الذى لم يلتئم منذ أن تفتتوا وانقسموا ولم يعودوا مُجتمعين تحت راية الجماعة، وشهدت السنوات العشر الأخيرة حالات كثيرة من الانقسامات بينهم، ففى البداية اختلف «محمود حسين»، الأمين العام للجماعة، مع «إبراهيم منير»، القائم بأعمال مرشد الجماعة، حول كيفية السيطرة على أموال الجماعة.
«مجموعة محمود حسين» ادعت أنها تنفق أموالاً على شباب الجماعة المتوحدين على الأرض فى داخل مصر، «إبراهيم منير ومجموعته» ادعوا أنهم أصحاب القرار النهائى فى الجماعة ولديهم تفويض جاء لهم مرتين من داخل مصر (التفويض الأول: من مرشد الجماعة محمد بديع وجاء من داخل السجون بالقيام بأعمال المرشد - التفويض الثانى: من محمود عزت الذى كان قائماً بأعمال المرشد واختفى ثم قُبض عليه فى فيللا بمنطقة التجمع فأعطى تفويضاً لإبراهيم منير بإدارة شئون الجماعة).. لم تعترف «مجموعة محمود حسين» بذلك، وأعطت لنفسها الحق فى التحكم فى الجماعة داخل مصر.
الغريب أن بعض أعضاء «مجموعة محمود حسين» اختلفوا معه بسبب ادعائهم بأنه يسيطر على أموال الجماعة ويكتب ممتلكات الجماعة باسمه، ونشب بينهم صدام عنيف، ووصل الأمر إلى تدخل الشرطة التركية لفض النزاع بينهم، وبعد ذلك تدخل الدكتور يوسف القرضاوى لمحاولة الصلح بينهم وذهب إليهم من الدوحة إلى إسطنبول، لكن تحول الصلح إلى خناقة شوارع وفشلت المحاولة.
«التنظيم الدولى» فى يد «مجموعة صلاح عبدالحق»، القائم بأعمال مرشد الجماعة الآن، التى ورثت تركة «إبراهيم منير» بعد وفاته فى لندن، بما فيها الأموال والعلاقات الخارجية.. «الأموال» فى يد محمود حسين ومن تبقى معه من عناصر إخوانية غير فاعلة مستفيدة مادياً من وجودها بجواره فقط.. «التنظيم والكوادر والقواعد» فى يد مجموعة منشقة عن محمود حسين تضم كلاً من (عمرو دراج ورضا بطيخ ومحمد عبدالرحمن ويحيى موسى وعمرو عادل ورضا فهمى وجمال حشمت ومحمد منتصر)، وهم لديهم تواصل مع عدد من أنصارهم فى المحافظات.
بالتأكيد ستفشل دعوة «عصام تليمة» للصلح بين أعضاء الجماعة، لأنهم لم يعُد لديهم أى هدف يسعون إليه سوى الحصول على الأموال من وراء التجارة باسم (الجماعة)، فقدوا كل شىء ولم يعُد أحد منهم يذكر كلمة (الإخوان) أساساً، أصبحوا مشتتين، البعض وصفهم بأنهم مثل (حبات السبحة التي انفرط عقدها) وأصبحت كل حبة فى مكان بلا هدف ولا رعاية وبلا مأوى.. وهذا مصيرهم الذى يستحقونه، يستحقونه جزاء أعمالهم الخبيثة الخسيسة الإرهابية التي ارتكبوها ضد «مصر».