الشارع الإسرائيلى انتفض ضد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، المعارضة أشعلت الموقف، الرأى العام غاضب، ووسائل الإعلام الإسرائيلية تتوقع الآتى (المظاهرات التى تنتشر فى شوارع تل أبيب وحيفا والقدس ستتسبّب فى هزة عنيفة داخل إسرائيل وستُحدث الفارق وستُغير المعادلة وستقلب الموازين وستكون السبب فى حل الكنيست ورحيل نتنياهو وحكومته بعد أن أخذت المظاهرات طابعاً سياسياً وانضمت إليها أحزاب المعارضة).
المظاهرات التى تقودها عائلات الأسرى والمحتجزين انضم إليها عدد كبير من السياسيين والقيادات الوزارية السابقين، ومنهم (ليبرمان ولبيد وجانتس وآيزنكوت وأولمارت وباراك) ليس هذا فقط، بل إنهم دعوا أنصارهم إلى النزول للشوارع، امتلأت الشوارع بالمتظاهرين ووصل عددهم أمس الأول إلى (500) ألف متظاهر احتشدوا فى (شارع كابلان) فى تل أبيب ووصلت الحشود إلى (شارع بيجين) المجاور له، ويستقر المتظاهرون فى هذين الشارعين منذ فترة، لذلك قاموا بتشكيل حركة جديدة هدفها إسقاط حكومة نتنياهو التى فرّطت فى الأسرى، ولم تعمل جاهدة لاستعادتهم، وأطلقوا على حركتهم اسم (حركة كابلان)، وخلال تظاهراتهم يعرضون صور الـ(102) أسير لدى حركة حماس على شاشات عرض فى الشوارع، ويظلون يهتفون بإسقاط نتنياهو وحكومته والمطالبة بإعادة الأسرى وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، وتواصل معهم عدد من أنصارهم فى (حيفا)، وتظاهروا بأعداد كبيرة وتصادموا مع الشرطة، ونتيجة للصدامات أُصيب بعضهم، وتم نقلهم إلى المستشفيات.
ما أشعل الموقف -وزاده سخونة- النهج الذى اتخذه جميع قيادات الأجهزة الأمنية، وهُم من يُطلق عليهم (الدولة العميقة فى إسرائيل)، ومنهم: يؤاف جالانت وزير الدفاع، علانية حينما أعلن عن موافقته على الانسحاب من محور فيلادلفيا وإتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.. «رئيس الموساد» وافق على الصفقة لاستعادة الأسرى.. «رئيس الشاباك» يؤيد الذهاب إلى الصفقة، لكن «نتنياهو» يعارضهم ويعارض إتمام الصفقة، حفاظاً على مستقبله السياسى فقط.
الرأى العام الإسرائيلى يقول: القادم أسوأ يا «نتنياهو»، لأن أتباعه مُجرد تحالف فى الكنيست وعددهم (64)، وهُم من يُطلق عليهم (مجموعة عصابة الـ64 عضواً)، وبالتأكيد هُم لا يتمتعون بأى شعبية فى الشارع الإسرائيلى بعد انتفاضة الرأى العام ضدهم منذ أكثر من (10) أشهر.. على ما يبدو فإن الرأى العام الإسرائيلى اقتنع بوجهة نظر حركة حماس، التى قالت: لن يعود أى أسير إسرائيلى إلا من خلال صفقة تبادل الأسرى.. أى إن وفيات الأسرى ستعود فى توابيت، لهذا لن يستطع «نتنياهو» تحمُل مسئولية دماء (102) أسير إسرائيلى فى يد حركة حماس بعد أن عُثر على (6) أسرى مُتوفين داخل أحد الأنفاق، وهو ما تسبّب فى زيادة حدة المظاهرات فى (تل أبيب وحيفا والقدس).
المُعادلة سيحسمها عاملان آخران غير المظاهرات، وهُما («الجيش الإسرائيلى» و«الأمريكان»).. الجيش الإسرائيلى مُجهد ومُتعب ورئيس الأركان هيرتسى هاليفى، قال: العمليات العسكرية الجادة فى غزة (انتهت)، ووجود الجيش الإسرائيلى فى غزة «عبثى»، وأدعو لإتمام صفقة الأسرى، لأن قتل أى جندى أو ضابط يمثل خسارة للجيش الإسرائيلى بدون ثمن، وعودة الأسرى الإسرائيليين أحياء تمنح المجتمع الإسرائيلى قوة أكثر وتمنح الحياة للأسرى وعائلاتهم.. أما (الأمريكان) فالدور الذى يقومون به لا يكفى، وعليهم بذل جهود أكثر لإتمام الصفقة، وحسب تصريحات أخيرة لـ«وليم بيرنز» مدير المخابرات الأمريكية فإنهم يعملون على نسخة جديدة مُعدّلة من اتفاق وقف إطلاق النار لإتمام صفقة تبادل الأسرى.