مؤسس الطريقة التيجانية.. من هو الإمام أحمد التيجاني؟
مدفن الإمام التيجاني
أثيرت العديد من التساؤلات حول أحمد التيجاني مؤسس الطريقة التيجانية، وهل هو مصري أم وصلت طريقته إلى البلاد، وغيرها من التساؤلات التي نوضحها خلال السطور التالية من التقرير، وفقا لما جاء على الموقع الرسمي للطريقة التيجانية.
من هو الإمام أحمد التيجاني
ولد أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد سالم التيجاني سنة 1150 هجري الموافق 1737 ميلادي بقرية عين ماضي في الصحراء الجزائرية، وهي بلده ومقر أسلافه، وقد توفي والده بمرض الطاعون سنة 1166 هجريا ودفن بعين ماضي في الجزائر.
واشتهر بالتيجاني نسبه إلى قبيلة معروفة يقال لها تجانة، وأهل هذه القبيلة هم أخوال أحمد قد اشتهر بأخواله كما يأتي، لأن أمه هي عائشة بنت أبي عبد الله سيدي محمد بن السنوسي الماضوي التجاني، وأما قبيلته الأصلية فهي عبدة.
وبحسب الموقع الرسمي للطريقة التيجانية حفظ القرآن حفظاً جيدا في سن السابعة على يد المقرئ محمد بن حمو التجاني الماضوى وكان رجلاً صالحاً مشهوراً بالولاية، وبعد حفظ القرآن اشتغل أحمد التجاني بطلب العلوم الأصولية والفرعية والأدبية، واستمر في طلب العلم ببلاده حتى بلغ مرتبة أهَّلته للتدريس والإفتاء قبل أن يرحل رحلته الأولى إلى فاس.
تطلع التيجاني إلى مزيد من العلم في عمر الـ21 عاما فغادر مسقط رأسه عين ماضي في أول رحلة له متجها إلى مدينة فاس، وخلال المدة التي قضاها بها كان يحضر مجالس العلم ويحاور كبار علمائها حتى حصّل الحظ الوافر من كل العلوم الشرعية، كما ورد عن الطريقة التيجانية.
رحلات التيجاني
وحول رحلاته فقد زار العديد من الأماكن والتقى بالعديد من الأشخاص وهم:
- أول لقاء له في هذه الرحلة كان في مدينة وزان مع محمد بن عبدالله بن إبراهيم اليملحي، العلمي الوزاني المتوفى عام 1181 للهجرة، القائم آنذاك بأمور الطريقة بالزاوية الوزانية إحدى الطرق الصوفية.
- وفي جبل الزبيب ببني وانجل، تعرف على محمد بن الحسن الوانجلي المتوفى عام 1185 للهجرة، الذي قال للتجاني، لما ورد عليه وقبل أن يكلمه، أنك ستدرك مقام الحسن الشاذلي وأشار إليه بالرجوع إلى بلده ولكنه لم يستمع له.
- انتقل أحمد التجاني إلى بلد الأبيض «السودان» في ناحية الصحراء حيث زاوية الشيخ عبد القادر بن محمد الأبيض فاختارها منزلا وقرارا وانقطع فيها للعبادة والتدريس والإفادة لمدة خمس سنوات، من أوائل سنة 1181 للهجرة.
- ومن زاوية بالصحراء ارتحل أحمد التجاني إلى تلمسان، مدينة الجدار، ثم غادرها عام 1186 هجرية الموافق 1772 ميلادية، قاصداً الحج.
- خلال رحلته للحج وصل إلى بلاد ازواوى، بالجزائر حيث سمع بمحمد بن عبد الرحمن الأزهري فزاره وأخذ عنه الطريقة الخلوتية (إحدى الطرق الصوفية).
- ثم سافر إلى تونس، حيث التقى بعض الأولياء بها، منهم عبد الصمد الرحوي ومكث أحمد التجاني سنة، ما بين مدينة تونس العاصمة ومدينة سوسة إحدى المدن التونسية، فأفتى بها وأجاب على كثير من الأسئلة، ودرس عدة علوم وكتب، في مقدمتها كتاب الحكم فذاع صيته وبلغ خبره إلى أمير البلاد فطلب منه الإقامة بالديار التونسية للتدريس والإفادة من علومه، وأعطاه داراً وخصص له أجرة مهمة للعمل.
- ثم سافر بعد ذلك أحمد التجاني بحراً إلى مصر وبمجرد وصوله إلى مصر القاهرة، بحراً التقى بشيخها في ذلك الوقت، محمود الكردي الخلوتي.
- ومن مصر سافر إلى مكة في شوال 1187 للهجرة حيث أتم مناسك ثم درس وزار محمد بن عبد الكريم السمان الصوفي المدني الخلوتي القادري الشاذلي، شيخ الطريقة السمانية.
- ثم عاد التيجاني إلى مصر حيث زار الكردي، كما ذاع صيت التيجاني في مصر والتف حوله الكثيرين.
تأسيس الطريقة التيجانية
وعقب مغادرة مصر عاد التيجاني إلى تونس، ولم يمكث بها طويلا، وارتحل إلى تلمسان بالجزائر عام 1188هجرية الموافق 1774 ميلادية حيث قضى فيها حوالي ثلاث سنوات وفي سنة 1191 هجرية الموافق 1777 ميلادية عاد أحمد التجاني ثانية من تلمسان إلى فاس، إحدى مدن المغرب ثم عاد إلى تلمسان مرة أخرى ليغادرها إلى قصر الشلالة وأبي سمغون، في الجزائر حيث أنشأ أحمد التجاني بقصر أبي سمغون سنة الموافق 1196 هجرية 1781 ميلادية الطريقة التيجانية عام (1196هـ)وصارت فاس المركز الأول لهذه الطريقة ثم أفريقيا، كما ورد على الموقع الرسمي للطريقة التيجانية، ثم توفي السابع عشر من شوال سنة 1230 هجرية الموافق 1815 ميلادية، وله عن عمر الثمانين عاما ودفن في فاس حيث أسس زاويته وكما أمر أن تُسرد قصيدة الإمام أبي حامد الغزالي رضي الله عنه ليلة وفاته.