عام كامل من القتل والدمار الذى تمارسه إسرائيل على شعب فلسطين الأعزل والذى بالرغم من ذلك أرّخ لمرحلة جديدة من التاريخ، حيث بات العالم يصحح أموراً كثيرة كان مسلَّماًَ بها، وعلى رأسها أن إسرائيل دولة تهدف إلى العيش بسلام!، وفوجئ الذين صدقوا هذه الخدعة الرهيبة أن إسرائيل كيان وحشى ينفذ مؤامرة لحساب القوى الكبرى بداية ببريطانيا التى كانت الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس والتى اختلقت أكذوبة ظالمة، بل وإجرامية بأنها «تمنح شعباً بلا أرض، أرضاً بلا شعب» ولم تشر من قريب أو من بعيد لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين شرّدتهم العصابات الصهيونية واستيلاء المستوطنين المرتزقة على مساكن أبناء فلسطين بقوة السلاح.
بريطانيا لم تكن وحدها بالطبع بل كان معها معظم الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التى تحولت إلى القوة العظمى الأولى فى العالم والتى سجل التاريخ أنها أكثر دولة شنت حملات واسعة ضد الإنسانية، فهى التى استخدمت السلاح النووى وراح ضحيته الملايين بين قتلى ومرضى مدى الحياة جراء الإشعاع النووى.
أيضاً استحدثت أمريكا نظاماً دولياً بمنح خمس دول حق تعطيل القرارات الدولية باستخدام الفيتو وهو ما أحدث توتراً مرعباً فى حياة الشعوب التى تضررت من العدوان.
وقد اتضح ذلك تماماً بشكل خاص طوال العام الماضى، فقد عاثت إسرائيل قتلاً وتدميراً طوال عام فى قطاع غزة والضفة الغربية ثم تمادت فأخذت تنفذ الحرب الإبادية إلى جنوب لبنان بمساعدة أمريكية بلا حدود من أسلحة إلى تمويل إلى مساندة سياسية بشلّ أى قرار ضد العصابة الصهيونية وفى نفس الوقت تدعى الدفاع عن حقوق الإنسان وأنها تحاول «إقناع» دولة الاحتلال بوقف إطلاق النار ولم تسمع ربما عن دعوة الرئيس الفرنسى لمنع تصدير أسلحة لإسرائيل.
ورغم ضراوة الحرب الوحشية فقد أسقط الصمود الفلسطينى القناع بصدد الجيش الذى لا يُقهر.. ولا شك أن عاماً من الحرب الوحشيّة الإسرائيلية قد أكد استحالة الثقة فى الولايات المتحدة الأمريكية واستحالة قبول أكذوبة إمكانية عيش إسرائيل بسلام مع العرب بعد ظهور مدى وحشية العديد من المدنيين الإسرائيليين الذين جاهروا بعنصريتهم الرهيبة ضد أبناء الأرض وأصحابها الذين لا ذنب لهم ولا جريرة فى مذبحة اليهود التى ارتكبها «هتلر» ولا هم بادروا أبداً بالحرب على إسرائيل، إنهم يمارسون حقهم فى المقاومة التى يعترف بها ويحترمها العالم بأسره باستثناء أمريكا التى تصف المقاومة بالإرهاب، وتطلق على حرب الإبادة التى تشنها الدولة الصهيونية «دفاعاً عن النفس».
على الجميع ألا ينسوا أبداً كيف هزمنا الهزيمة وحققنا انتصاراً أسطورياً فى حرب أكتوبر، وكيف وقفت مصر ضد مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية بخط أحمر رآه العالم بوضوح تام.