الإرهابيون استخدموا 150 كيلوجراماً من «تى إن تى».. والتفجير تم عن بُعد
11:37 ص | الثلاثاء 30 يونيو 2015
استشهد النائب العام المستشار هشام بركات، ظهر أمس، متاثراً بإصابته نتيجة استهداف موكبه بسيارة مفخخة أثناء توجهه لمكتبه صباح أمس، وانتهت حياة النائب العام أثناء محاولات إسعافه بمستشفى النزهة وإجراء جراحات لإيقاف نزيف حاد وإصابات كبيرة تعرض لها فى مناطق حيوية بجسده.
وقالت مصادر قضائية وأمنية إن النائب العام أصيب بعد استهداف سيارته بسيارة مفخخة بإصابات فى كتفه اليمنى وذراعه ونزيف حاد، وتناثرت الشظايا فى مناطق متفرقة من جسده، وحاول الفريق الطبى بمستشفى النزهة بمصر الجديدة إسعافه على مدار 5 ساعات كاملة لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بإصابته.
وأوضحت المصادر أن السيارة المفخخة استهدفت سيارة النائب العام مباشرة فى الجانب الأيمن الذى كان يجلس فيه مما أدى لإصابته.
تفقد اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية ظهر أمس، موقع الانفجار الذى استهدف موكب المستشار هشام بركات النائب العام، فى حى مصر الجديدة، وأسفر عن وفاة النائب العام وإصابة قائد طاقم الحراسة وأحد أفراد الحراسة وأحد المواطنين، وحدوث تلفيات بعددٍ من السيارات وواجهات بعض العقارات. ووجه وزير الداخلية بتشكيل فريق بحث من قطاعى الأمن الوطنى والأمن العام ومديرية أمن القاهرة والأجهزة الأمنية المعنية لسرعة كشف ملابسات الحادث وتحديد وضبط مرتكبيه.[FirstQuote]
وكشفت مصادر أمنية لـ«الوطن» أن عملية الاغتيال جرت على بعد 200 متر من منزل النائب العام بمنطقة النزهة. وقالت إن سيارة مفخخة كان بداخلها أكثر من 150 كيلو من مادة «تى إن تى» تم تفجيرها أثناء سير موكب النائب العام، بشارع عمار بن ياسر بالقرب من سور الكلية الحربية، وأن السيارة تم تفجيرها عن بعد باستخدام «هاتف محمول أو تايمر»، ما أسفر عن استشهاد المستشار هشام بركات، وإصابة رئيس الحرس المقدم أحمد فؤاد، رئيس طاقم الحراسة الذى أصيب بكدمات فى الرأس وكسر فى اليد، كما أصيب شرطى من طاقم الحراسة يدعى حسن سعيد بجروح فى الفخذ، والحارس إبراهيم توفيق بكدمات فى مختلف أنحاء الجسد.
ورجح المصدر أن عناصر إرهابية تتبعت خط سير النائب العام منذ مساء أمس الأول، كما تبين أن المستشار بركات يغير خط سيره يومياً، حتى الوصول إلى شارع عمار بن ياسر، وهو مكان خروجه، إلى شارع صلاح سالم، كما تبين أن السيارة كانت متوقفة فى تقاطع شارعى سليمان الفارسى مع مصطفى المغربى على بعد 200 من سور الكلية الحربية، وأثبتت المعاينة الأولية عقب الانفجار أن النائب العام نقل إلى المستشفى داخل سيارة خاصة بأحد المواطنين.
وانتقلت قوات الحماية المدنية وتولت تمشيط محيط المنطقة وفرض كرودن أمنى على مساحة 3 شوارع وعمل كردون للشريط الأصفر الخاص بالمعمل الجنائى، وتم نشر فريق من المباحث ونيابة أمن الدولة وفريق من مكتب النائب العام، فى مكان الحادث وإجراء معاينة تصويرية لمكان الانفجار، وتبين أن السيارة المفخخة تسببت فى حفرة عمقها نصف متر. وتحفظت أجهزة الأمن على شاهدى رؤية فى مكان الحادث لمناقشتهما حول ملابسات الواقعة، فقالا إن السيارة المفخخة تم ركنها فى تمام الساعة الرابعة فجراً، أى قبل مرور موكب النائب العام بـ6 ساعات تقريباً، وأثبتت المعاينة أنه لا توجد كاميرات مراقبة فى مكان الحادث، كما تبين عدم وجود سيارة للكشف عن المفرقعات مرافقة لموكب النائب العام ولا سيارة العزل الخاصة بالتشويش على الموجات ومنع التفجير عن بعد.
وأضافت المصادر: الانفجار وقع فى تمام الساعة التاسعة و45 دقيقة صباح أمس، بطريقة مشابهة لسيناريو عملية اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق وأسفر عن تحطيم 31 سيارة وتفحم 4 سيارات من بينها السيارة المصفحة الخاصة بالنائب العام وهى ماركة نيسان باترول، وتحطيم واجهات 9 منازل. وعقب الانفجار بدقائق انطلقت قوات من الحماية المدنية، وخبراء المفرقعات، وقيادات مديرية أمن القاهرة على رأسهم اللواء أسامة بدير مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، واللواء خالد يحيى مدير الإدارة العامة للمباحث ونائبه اللواء عصام سعد، وفريق من الأمن الوطنى والأمن العام، ونشرت القوات فى المنطقة، نقل النائب العام إلى مستشفى النزهة، والمصابين لتلقى الإسعافات الأولية. وقالت مصادر مطلعة إن وزير الداخلية أصدر توجيهات مشددة لمساعديه بتكثيف الوجود الأمنى على كافة المنشآت المهمة والحيوية على مدار الـ24 ساعة بالتنسيق مع القوات المسلحة، ومن بينها مجلسا الشعب والشورى، ومجلس الوزراء، ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والبنك المركزى، ومحطات الكهرباء والمياه الرئيسية، ومدينة الإنتاج الإعلامى؛ وتشديد الإجراءات الأمنية بمحيط كافة المواقع الشرطية، ومنازل كبار رجال الدولة والقضاة.