عالم أزهري يحذر من الاستماع لفتاوى «شيوخ الترند»: تشوه للدين وتسمم للعقول
الدكتور أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف
قال الدكتور أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن هناك تحولا خطيرا في سياسة بعض «شيوخ الترند»، الذين يعرضون القرآن والأحاديث وفق لغة السوق، وكأنها بضاعة للبيع، مضيفا «نعيش كارثة جديدة بتسميم العقول، من خلال وعظ كاذب يسعى وراء المكاسب المادية باسم الدين».
خطورة «شيوخ الترند» على المجتمع
وأوضح في تصريحات لـ«الوطن» أن«شيوخ الترند» يقدمون الفتاوى فقط لجذب المتابعين، مشبها أسلوبهم بباعة متجولين يروجون لدخول الجنة في 3 ثوانٍ، وهذا الأسلوب لا يختلف كثيرًا عن ترويج بضاعة في النقل العام أو القطارات، لكنه هذه المرة يرتدي زي الدين، ويستغل قدسية النصوص ليتكسب منها بغير حق.
تدين شكلي
وأضاف أن هذه الظاهرة تعزز من التدين الشكلي وتدمر جوهر الدين القائم على العمل الصالح، محذرا بأن هذا النوع من الوعظ يشوه الدين، ويقدم بديلا مشوها للعلم، ويشبه في خطورته ما فعله بنو إسرائيل عندما اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، ما ندد به القرآن الكريم في أكثر من موضع، مستشهدا بقول الله عزوجل:« إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».
وطالب بأهمية نشر العلم الصحيح والوعظ الذي يدفع نحو العمل الصالح وخدمة المجتمع، بدلاً من التشجيع على التدين السطحي.