قدرت كثيرا حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاحه محطة قطارات بشتيل.
طلب الرئيس من كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والنقل أن يعرض بعض البيانات التي أراد أن يتحدث عنها بشأن سلع يتم استيرادها بينما يمكن تصنيعها محليا.
أظهر العرض ضخامة المبالغ التي يتم إنفاقها لاستيراد سلع يمكن تصنيعها محليا بسهولة.
فهل من المنطقي أن نستورد "الفويل" أو ورق التغليف المعدني!
هل هذه السلعة البسيطة تحتاج إلى إمكانيات أو تكنولوجيا متطورة؟.
إذن لماذا نستوردها؟ لماذا نستورد الشيكولاتة؟ كان لدينا شركات من قبل تصنع الشيكولاتة وتغطي السوق المحلية واحتياجات المواطنين ولم يكن هناك شكوى منها، فلماذا يستولى رجال الأعمال على العملة الصعبة لاستيراد الفويل أو الشيكولاتة؟.
دعا الرئيس إلى تصنيع السيارات ودعوة الشركات العالمية للتصنيع محليا مما يوفر مليارات الدولارات التي تنفق على استيراد السيارات بدون مبرر، فقد كان لدينا شركة النصر التي كانت تغطي الاستهلاك المحلي بأسعار مناسبة، فهل من المعقول أن معظم السيارات يصل سعرها في المتوسط إلى مليون جنيه؟!
إن وزارة الصناعة عليها دور مهم للغاية في هذا المجال، فكل ما يمكن تصنيعه، يجب أن يتم تصنيعه محليا وإلغاء استيراده من الخارج.
إذا استوردنا القاطرات لأن تصنيعها محليا يتطلب تكنولوجيا متطورة، فإن تصنيع السيارات ليس بمعضلة، إن مصر تتمتع بإمكانات كافية لتصنيع مجموعة متنوعة من السلع التي يتم استيرادها حاليًا، بدءًا من المنتجات الغذائية وحتى الأجهزة الكهربائية.
يعكس حديث الرئيس السيسي عن التصنيع رؤية استراتيجية تستهدف تقليل الاعتماد على الأسواق الأجنبية.
فهذه السلع، التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات يمكن تصنيعها محليًا باستخدام الموارد المحلية والتكنولوجيا المتاحة.
هناك قطاعات كبيرة من المواطنين ينظرون إلى التصنيع المحلي بشكل إيجابي، على اعتبار أنه يعزز من مفهوم الاكتفاء الذاتي ويقلل من الاعتماد على الاستيراد.
يشعر الكثيرون بالفخر عندما يرون منتجات وطنية تحمل علامة "صنع في مصر"، حيث يرى البعض أنها تعكس قدرة البلاد على الابتكار والإنتاج.
هذه المشاعر الوطنية قد تدفعهم لتجربة السلع المصنعة محليًا وإعطائها فرصة، مع الأمل في تحسين جودتها على مر الزمن.
فإذا تمكنت الشركات المحلية من إنتاج سيارات ذات مواصفات المنافسة، أو شكولاتة بمذاق جذاب، فإنها ستنجح في كسب ثقة المستهلكين.
التجربة الأولى والثانية للمستهلكين مع هذه السلع ستكون لها دور كبير في تشكيل آرائهم.
وهناك عامل آخر يؤثر على مدى قبول السلع المحلية هو السعر.
إذا كانت الأسعار أقل من أو متقاربة مع الأسعار العالمية، وكانت الجودة مرضية، فمن المحتمل أن يتجه المستهلكون نحو شراء المنتجات المحلية.
إن التصنيع المحلي ضرورة حتمية وليس رفاهية يمكن أن نمارسها أو نستغنى عنها.