أواخر شهر ديسمبر من العام 2016 وأثناء استعداد محافظة بورسعيد لاحتفالات عيد النصر الذى اختير عيداً قومياً للمحافظة تلقت السيدة زينب الكفراوى أسطورة المقاومة الشعبية فى بورسعيد أثناء العدوان الثلاثى، اتصالاً هاتفياً من مكتب محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان بأنه سيستقبلها لتكريمها، وهو ما جرى بالفعل فى يوم 21 من الشهر نفسه، كان التكليف وقتها من رئاسة الجمهورية التى خشيت أن تحول ظروف الرئيس دون الذهاب إلى بورسعيد للاحتفال مع شعبه بأعياد المدينة الباسلة، فآثر أن يكرمهم المحافظ، لكن بعد أسبوع سمحت ظروف الرئيس ومواعيده مع ضيوف مصر بالذهاب إلى هناك ويتم تكريم زينب الكفراوى من جديد وتقبل رأس الرئيس ولكن الرئيس يسارع بتقبيلها على رأسها وهى فى عمر والدة سيادته، فى مشهد مؤثر وتاريخى لتكون أشهر صور السيدة زينب الكفراوى بعد صورتها أثناء حمل السلاح فى بورسعيد!
كان ذلك التكريم الأول لأبطال المقاومة وأبطال مصر ممن حموها فى لحظات قاسية من عدوان ثلاثى مجرم، وكان أسبوعاً لرد الاعتبار لهؤلاء الأبطال بعد نصف قرن من التجاهل وبعد آخر تكريم تم فى الستينات، وبين تكريم الرئيس واللواء «الغضبان» الذى جرى فى احتفالية لفرقة الموسيقى العربية على مسرح قصر الثقافة فى الذكرى الـ65 لانتصار المقاومة الشعبية بالمدينة الباسلة على دول العدوان الثلاثى، الذى تحتفل به مصر وبورسعيد فى 23 ديسمبر من كل عام، وتضمنت قائمة المكرمين مع الكفراوى كلاً من البطل الفدائى أحمد هلال وأسر الأبطال الفدائيين منهم البطل محمد مهران والبطل على زنجير وعلية الشطوى.
أقل من عام ونصف تدعى مجموعة الفدائيين كلها ويضاف إليهم بطل الصاعقة المصرى الشهير البطل محمود الجلاد رفيق الأسطورة إبراهيم الرفاعى الذى يحضر نجله نيابة عنه، ويحضر الشهيد الحى الأسطورة الآخر البطل عبدالجواد سويلم بطل الاستنزاف والعبور، وأيضاً المجموعة 39 قتال والذى فقد قدميه وذراعه اليمنى وعينه اليمنى فى معارك حرب الاستنزاف، ومع ذلك يبذل المستحيل ليشارك فى حرب أكتوبر بأطراف صناعية وتتم الاستجابة له ويشارك بالفعل! كل هؤلاء كرّمهم الرئيس السيسى فى 25 أبريل من العام 2017 بمؤتمر الشباب المنعقد على ضفاف قناة السويس ليكون تكريمهم أجمل ما تم على الإطلاق، لشخصيات بهذه الروح والبسالة والوطنية وتم تجاهلهم نصف قرن! هذا التقليد فى تكريم من قدموا لمصر وشعبها أغلى ما يملكون، والذى صار قاعدة منذ 2014 هو إحدى أعظم القيم التى أقرت فى بلادنا، وهو الذى قاد إلى تكريم السيدة «فرحانة» بنت الأرض الطيبة المقدسة تلك الأمية التى خدعت الموساد والمخابرات الحربية الإسرائيلية وكل أجهزة العدو لتقدم للمخابرات العامة والمخابرات الحربية المصرية معلومات من قلب سيناء بعد 67، وتكون سبباً فى رسم صورة ومعلومات عن العدو وقواته ووجوده تؤدى فى الأخير مع غيرها من معلومات ومن مصادر إلى النصر العظيم، مثل هذه السيدة التى حرمت من التعليم لكن لم تحرم من الوطنية ومن الانتماء لشعبنا الطيب تستحق كل تكريم ممكن، مثلها لم تفكر فى العواقب، ولا فى ترتيب أمورها على الوضع الجديد هناك، لكن لم يحدث.. حفظها الله وأبناءها وأحفادها وأسرتها.
المجد للأبطال.. كل المجد!