بعيدا عن الاتصالات والاستقبالات والزيارات بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والأشقاء فى فلسطين أو الأشقاء فى البلاد العربية كافة بل والمسئولين الأفارقة أو الدول الإسلامية وبعيداً عن اتصالات وزيارات واستقبالات الخارجية المصرية مع الأشقاء العرب وغيرهم من باقى دول العالم.
وبعيداً عن جهود المخابرات العامة مع الأشقاء العرب أو غيرهم تحتاج الذاكرتان الوطنية والقومية إلى تنشيط عن الجهود المصرية فى الأشهر الأولى للعدوان على غزة.. حيث اتصل الرئيس السيسى بالرئيس ماكرون بعد ساعات من هجوم ٧ أكتوبر وبالرئيس بايدن فى ١٧ أكتوبر، بينما الجمعة ٢٠ أكتوبر استقبل الرئيس بالقاهرة رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك.
ودعا إلى تحرك جماعى لاحتواء ما يجرى، ثم ٢١ أكتوبر إشراف مصر على مؤتمر القاهرة للسلام ووصول عشرات الدول وممثلى المنظمات الدولية لبحث وقف العدوان، ثم حذر الرئيس فى ٢٨ أكتوبر بعد دخول العدوان على غزة أسبوعه الرابع قائلاً ومحذراً خلال مداخلة للرئيس السيسى فى افتتاح الملتقى والمعرض الدولى للصناعة من «توسّع الصراع الإقليمى»!
ومن تفاقم الأوضاع فى قطاع غزة.. ثم استقبل الرئيس وزير خارجية اليونان جورج جيرابتريتيس فى ١٧ يناير الماضى، ثم اتصال هاتفى مع الرئيس بايدن فى ٢٩ فبراير ثم استقبال وفد من لجنة الشئون الخارجية فى مجلس العموم البريطانى برئاسة النائبة أليسيا كيرنز رئيس اللجنة فى ٦ مارس الماضى، أشار الرئيس إلى أن الوضع الإنسانى فى غزة لا يحتمل، وهو ما كرره أثناء استقباله ويليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية فى ٧ أبريل الماضى!
وبعيداً عما جرى بعد مايو الماضى وارتفاع عدد الشاحنات من معبر رفح قبل قصفه إلى ٣٠٠ شاحنة مصرية نذكر بالمساعدات المصرية حتى أول يونيو، وفقاً لإحصائيات الهيئة العامة للاستعلامات.. حيث كان عدد الشاحنات التى دخلت القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلى الدموى على الأشقاء فى غزة 19.354 شاحنة حملت 19.952 مادة طبية و10.435 طناً من الوقود و123.453 طناً من المواد الغذائية و26.692 طناً من المياه و44.103 مواد إغاثية أخرى و2.023 طناً من الخيام والمشمعات، وعدد 123 سيارة إسعاف مجهزة.. وبالإضافة لما سبق فقد دخل إلى مصر من قطاع غزة للعلاج 3.764 مصاباً ومريضاً، ومعهم 6.191 مرافقاً وعدد 66.759 من الرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية وكذلك 6.330 من المصريين!
كل هذه الأرقام تغيرت وارتفعت وأولها الجرحى والمرافقون تجاوز فيها عدد الجرحى الـ٦ آلاف والمرافقين الـ٨ آلاف.. لكننا نركز على الاعتماد على أرقام من مصادرها الرسمية!
كلمة أخيرة.. وبعد أن تحدثنا فى المقال السابق عن دور مصر قبل ٧ أكتوبر ومحاولاتها منع العدوان الذى تنبأت به وتوقعته.. لكن نقول: كل ما سبق واجب على مصر.. الشقيقة الكبرى بحق وليس إنشائياً.. وهو كله لا يساوى دماء طفل برىء استشهد وهو فى حضن أمه.. ولكنها الذاكرة التى تخون أصحابها ممن يحملون الجنسية المصرية.. ونحتاج إلى تذكيرهم وغيرهم كل حين.
وسنذكرهم كل حين!