العنوان هو جملة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال أحد المؤتمرات: «هناك أحاديث كثيرة عن أن مصر هى السبب فى تعطل وصول المساعدات لغزة، أروح من ربنا فين لو أنا السبب فى عدم دخول لقمة عيش لأهالى غزة».
هذه الجملة تحديداً توضح موقف مصر من رأس الدولة تجاه ما يحدث لأهالينا فى غزة، كما تعمل الدولة على ضمان وصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذى كان هدفاً رئيسياً لمصر، كضرورة إنسانية وإجراء سياسى، وكان من الضرورى توفير الحد المناسب من الاحتياجات الإنسانية لأهل غزة، وقامت مصر بالدور الرئيسى فى توفير وتوصيل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين عبر معبر رفح، ولم يكن ذلك بالأمر السهل فى ظل التعنت الإسرائيلى لوصول أى مساعدات للداخل الفلسطينى فى غزة.
مصر تعمل أيضاً على لم شمل الفلسطينيين تحت راية الدولة الفلسطينية الموحدة، والتى كان آخر جهودها ما ذكره مصدر رفيع المستوى بأن مصر تبذل جهوداً مكثفة لعودة المسار التفاوضى المتوقف منذ يوليو الماضى، وأن هناك دعماً دولياً للجهود المصرية مع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى بهدف التوصل لوقف إطلاق النار بغزة وإعادة الهدوء رغم عدم رغبة أحد الطرفين التجاوب مع هذه الجهود.
وعلى الجانب الإنسانى، برز دور وجهود التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى كذراع تنموية داخل مصر، إضافةً إلى الدور الإغاثى الذى يلعبه فى تقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء فى فلسطين منذ اندلاع الأزمة، وكان اصطفاف الشاحنات من الجانب المصرى محملة ببعض احتياجات الفلسطينيين فى غزة أكبر دليل، ويكفى ما تكشفه الإحصائيات من أن مصر وحدها قدمت أكثر مما قدمه العالم أجمع بعدد 2619 قافلة محملة بأكثر من 54 ألف طن من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والملابس والأغطية، بتكلفة إجمالية 3 مليارات جنيه، فى 8 قوافل لدعم الفلسطينيين فى غزة لمواجهة أعباء الحرب الشرسة التى وصفها الجميع بأنها حرب إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى.
أما «حياة كريمة»، التى كانت كريمة فعلاً من خلال تقديم الدعم للشعب الفلسطينى فى غزة، خاصة فى المجال الإغاثة، فالمساعدات التى قدمتها إلى فلسطين بلغت 600 شاحنة، تشتمل على مواد غذائية، وعبوات مياه ووحدات تحلية مياه، ومستلزمات طبية، وأغطية وملابس شتوية، ومراتب وخيم، بتكلفة 600 مليون جنيه بجانب إطلاق أكبر حملة شعبية للتبرع بالدم فى كل المحافظات، وتخصيص حسابات المؤسسة فى البنوك المصرية بالكامل لتلقى التبرعات من داخل مصر وخارجها.
القيادة السياسية فى مصر لا تدخر جهداً لوقف العدوان على غزة وعلى لبنان، كانت خطواتها جبارة؛ فبالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية والسياسية التى قامت بها الدولة المصرية فى الكثير من المحافل واللقاءات مع الزعماء والرؤساء لدعم الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية لم تغفل الجانب الإنسانى؛ فوجهت بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية للأشقاء فى قطاع غزة، كما تم تخصيص مطار العريش لتلقى المساعدات الدولية لإدخالها لأهالى غزة، ما لاقى ترحيباً دولياً واسعاً.
معبر رفح المصرى مفتوح على مدار الـ24 ساعة فى الـ7 أيام، إلا أن الجانب الإسرائيلى هو من يرفض أو يعطل دخول المساعدات، ولم يتم إغلاقه إلا لتعطله فنياً بعدما تعرض للقصف مثلاً.
وككل أزمة تقوم فيها مصر بجهود قوية لوقف الحرب تتعرض مصر لن أقول للانتقاد بل المسمى الوحيد هو أن مصر تتعرض للتشويه فيما تفعله، وللأسف فى عالمنا العربى الشائعات تنتشر وتسير بسرعة الصاروخ والحقيقة تمشى كسلحفاة عرجاء.