أكبر مؤتمر دولى فى العالم بعد «المناخ».. من حيث المشاركة ومن حيث الاهتمام.. وهى المرة الأولى التى ينعقد فيها المؤتمر فى قارتنا كلها منذ عشرين عاماً.. هنا سيجتمع ولخمسة أيام عشرون ألف مشارك وتسع وأربعون دولة ومائة منظمة دولية على ستة آلاف متر مساحة قاعات المؤتمر سينقلهم مائة وعشر حافلات صديقة للبيئة وثلاثون حافلة كهربائية وألف ومائتا سيارة! أرقام كبيرة لمؤتمر كبير يجرى على أرضنا.. ولكن تطل عدة أسئلة مرة واحدة.. لماذا ينعقد المؤتمر فى مصر؟! لماذا اختارونا؟! وكذلك: ما الفائدة من انعقاد المؤتمر ببلادنا؟!
المؤتمر المهتم بالحياة فى المناطق الحضرية والتنمية فى الأعمار بالمدن وجودة حياة الناس بعيداً عن الريف من المؤكد أن مسئوليه بحثوا عن بلد له تجربة رائدة ويمكن الحديث عنها وتناولها فى المؤتمر وتقديمها للعالم باعتبارها نموذجاً يستحق المناقشة.. وفى مصر -وهو ما يجب أن يعرفه كل المصريين- توجد استراتيجيتان مرتبطتان بحياة الناس.. الأولى للسكان والثانية للإسكان.. وفى الثانية كانت الحكومات فى العصور الماضية تهتم بالبناء.. سواء مدن جديدة وإسكان شعبى أو اقتصادى أو متميز أو فاخر.. عام وخاص.
لكن لأول مرة تكون الرؤية بالسير فى اتجاهين.. الأول التعامل مع الإسكان الحالى وتطويره وهو ما جرى فعلاً مع العشوائيات والأماكن الخطرة، والثانى هو بناء المجتمعات الجديدة، ولكن فى مساحات غير مأهولة بما يتيح التوسع العمرانى خارج الإطار الضيق القديم الذى عاش فى المصريين آلاف السنين..
فى العشوائيات حسنت مصر حياة ما يقرب من مليونى مواطن انتقلوا إلى إسكان حديث وحياة مختلفة تماماً بعد تطوير مناطقهم وكانت بالمئات بطول مصر وعرضها بلغت ثلاثمائة وسبعاً وخمسين منطقة بالقاهرة الكبرى وحدها مائة وثمانى مناطق!
الآن انتهت الدولة من مائتين وأربعة وستين ألف وحدة سكنية بثلاثة وستين مليار جنيه.. وهذه المساكن والعمارات والوحدات ليست كتلاً أسمنتية لإيواء الناس إنما أماكن تشمل حياة جيدة بها دور العبادة والمدارس ومراكز الشباب وقصور الثقافة والمكتبات العامة والخدمات الصحية وغيرها!
وانتقلت الآن إلى الأماكن الحضرية بعواصم المحافظات وهى مساحة تقدر بمائة وخمسين ألف فدان تعادل أربعين بالمائة من مساحة الحياة المصرية تشمل مساكن وأسواقاً! وهى خطة للعام 2030 بإنفاق يصل إلى ثلاثمائة مليار جنيه!!
أما فى إعادة انتشار الشعب المصرى على كامل أراضيه من خلال المدن الجديدة التى انتشرت فى كافة أرجاء البلاد فلها مع مكاسبنا من المؤتمر مقال قادم مستقل.