تعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 أهم حدث عالمى ينتهى به هذا العام، وهى محط أنظار كل الحكومات والتى بلا شك سوف تعيد حساباتها وفقاً لما ستسفر عنه هذه الانتخابات.
أما وقع الانتخابات الرئاسية على الناخب الأمريكى، فقد عبرت عنه صحيفة «واشنطن بوست»، التى نشرت مقالاً بعنوان «الناخبون يواجهون أسوأ اختيار رئاسى فى تاريخ الولايات المتحدة»، فكلا المرشحين عليهما الكثير من علامات الاستفهام.
والتحدى الأكبر للمرشحين هو إقناع قاعدة أوسع من الناخبين بأنهما الخيار الأمثل لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادى والأمنى، خصوصاً فى ظل انعدام الثقة الكبير بين الناخبين والمؤسسة السياسية.
شخصية الرئيس السابق ترامب معروفة للجميع، وهى شخصية استعراضية تحاول أن تقدم نفسها بشكل المنقذ الوحيد للعالم بأكمله وليس أمريكا فقط، وهذه الشخصية لا تستطيع أن تمنع نفسها من أن تطلق أقسى العبارات ضد المرشحة كامالا هاريس التى تصل فى بعض الأحيان إلى العبارات البذيئة، كما أن الرئيس السابق ترامب يحاول أن يصل إلى أكبر قاعدة من الشعب الأمريكى ويؤكد لهم أنه ليس الملياردير الذى ولد وفى فمه ملعقة من ذهب ويعيش فى برج عاجى، وذلك من خلال بعض الصور الاستعراضية له كعامل فى أحد المطاعم وكذلك وهو فى سيارة جمع القمامة! فهل ينجح فى ذلك؟!
«ترامب» صعّد هجومه فى اللحظات الأخيرة ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، ووصفها بأنها «شخصية ذات معدل ذكاء منخفض»، وتعهد بإنقاذ الاقتصاد الأمريكى «من الإبادة الكاملة» فى خطاب دام ساعة ونصف الساعة، تطرق إلى قضايا الحملة الرئيسية، بما فى ذلك الاقتصاد والسياسة الخارجية، وعن أفضل سياسات «ترامب» إذا ما تم فوزه قى سباق الانتخابات، ومحاربة قوانين المثلية التى تخالف طبائع ما خُلق البشر عليه.
فضلاً عن تقنين قوانين الهجرة والمهاجرين، فهو صاحب المقولة الشهيرة بأن «أمريكا محتلة من المهاجرين»، رؤية «ترامب» إلى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط وعلاقته الجيدة بالرئيس عبدالفتاح السيسى، فنستطيع القول إن كيمياء الرئيس ترامب تتوافق وكيمياء الرئيس السيسى، وهذا يدعونا إلى التفاؤل بفوز الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث إن علاقة أمريكا بمصر كانت جيدة جداً خلال عصر الحزب الجمهورى، ولا ننسى وقوف «ترامب» ودعم مصر بأسلحة الأباتشى خلال الثورة على الإرهاب والإرهابيين.
ويرى أغلب الأمريكيين أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لا بد أن يكون رجلاً، فالشعب الأمريكى لا يرى الآن استيعاباً لأن يكون رئيسهم سيدة، يثق الأمريكيون فى المرشح ترامب وفى وعوده الانتخابية وتنفيذها على أرض الواقع مقارنة بالرئيس جو بايدن الذى لم يحقق أياً من وعوده الانتخابية حتى اللحظة.
وعلى الجانب الاقتصادى، يرى الرئيس السابق ترامب أنه حال فوزه فى الانتخابات الرئاسية القادمة 2024 سيضع من القوانين التى من شأنها إعاقة الواردات من الصين بنسبة قد تصل إلى أكثر من 60%.
أما المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، التى يبدو أنها لا تتمتع بنفس الكاريزما التى لدى منافسها الجمهورى ترامب، فاعتمدت على الفنانين ونجوم المجتمع والظهور معهم من أجل الوصول إلى المواطن الأمريكى، ولكن يبدو أنها أدركت خطأ هذا الاتجاه واتجهت إلى الناخب الأمريكى البسيط مباشرة، وصرحت بأنها ستقوم بدعم الطبقة المتوسطة ومصاريف العائلات، وأضافت: رئاستى ستعمل على خفض التكاليف المعيشية على الأمريكيين، وسوف يتم تقديم تخفيضات ضريبية يستفيد منها 100 مليون مواطن، وقامت «هاريس» بإطلاق حملتها الأخيرة وإعلانها النهائى للسباق الرئاسى، الإعلان الذى تبلغ مدته دقيقتان، والذى يحمل اسم «مستقبل أكثر إشراقاً»، هو خطاب «هاريس» الختامى للمترددين، الموضوع الرئيسى للإعلان كان عن الوحدة، وفيه تتعهد «هاريس» بأن تكون «رئيسة لكل الأمريكيين»، وتصف الأمريكيين بأنهم «جيران، وليسوا أعداء»، وتقول «هاريس» إنها رأت طوال حملتها الانتخابية أن الأمريكيين تثقلهم «التكاليف المرتفعة، والحقوق الأساسية المنهوبة، والسياسات التى أدت إلى الخوف والانقسام».
وتقول نائبة الرئيس: «أنت تستحق الأفضل»، ويظهر فى الفيديو لقطات لها أثناء حملتها الانتخابية.