عزيزى المواطن المصرى، تعلم جيداً بأن «العالم» يمر بمنعطف خطير جداً، «عالم» لا يعترف إلا بالأقوياء ولا يجد فيه الضعيف أى مساندة من القوى العظمى أو المنظمات الدولية، «عالم» تضيع فيه الحقوق المشروعة طالما لا يوجد هوى للقوى الكبرى الراغبة فى الاستحواذ والهيمنة على مقدرات الدول الصغرى، «عالم» يؤمن بالمصالح فقط وانتهى زمن المبادئ الرشيدة وأحكام العدالة والمواثيق الدولية التى تم دهسها بالأقدام علناً وتحت سمع وبصر الجميع.. باختصار (نحن أمام «عالم» الجميع فيه يرفع شعار «ما يمسح دمعتك إلا إيدك»)، بمعنى: إذا وقعت فى أزمة فلن يساندك أحد إذا اشتبكت مع أى طرف من الأطراف، إذا جار أى طرف على حقك فلن يقف معك أحد وستجد نفسك وحيداً دون مساندة من أحد وسيقف بجوارك مَن هم لديهم مصلحة مباشرة معك).
ولذلك فإن كل دولة -أى دولة- مطالبة بالحفاظ على بقائها -فى المقام الأول- ومصالحها وثرواتها وحدودها وأمنها، إذا أغمضت الدولة -أى دولة- عينيها للحظات قد يلتهمها الأعداء ويفترسها المغرضون ويتآمر عليها الأشرار، إذا انكسرت الدولة -أى دولة- وهدمت مؤسساتها سيدفع شعبها الثمن منفرداً وسيقف شعبها عاجزاً -دون مساندة من أحد- وهو يبكى على أطلال دولته ولن يجد من يقدم له (ربع رغيف) ليروى ظمأه.
لذلك، عزيزى المواطن المصرى، عليك أن تعى جيداً أن هناك من يعادى بلدك ويضمر لها الشر ولا يتمنى لها الخير ولا يناصرها، بل بالعكس يقف ضدها وضد مصالحها وضد تطورها، هناك من لا يريد تحقيق «مصر» لخطوات جادة نحو المستقبل بمشروعات قومية وتنمية حقيقية وقبل كل هذا لا يريد استقرار «مصر»، هناك من يريد أن تعود صورة «مصر» مثل الصورة التى كانت عليها عقب (أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١) من فوضى وعنف وانفلات فى الشارع وانتشار التظاهرات الموجهة واتساع وجود المتطرفين وما تبع ذلك من وجود تنظيمات مسلحة تهدد المواطنين علناً.. لكن «مصر» استطاعت إنهاء كل هذه الصور التى لن تعود ولن يسمح بها على الإطلاق.
المغرضون يقفون لـ«مصر» بالمرصاد وهم فى قلوبهم مرض من كل إنجاز يتحقق على أرض «مصر» وقد تحولوا لأعداء لـ«مصر» ولـ«أهل مصر» ولـ«مشروعات مصر» ولـ«استقرار مصر» ولـ«قيمة مصر» وضد أى جهود مصرية تقوم بها -بِحكم قيمتها وعظمتها وقدرتها- على الساحة العربية والإقليمية والدولية لخدمة القضايا العربية الشائكة، هدفهم رؤية «مصر» مريضة تتألم ولا تجد من يداويها ولا تجد العلاج والمسكنات.
ألم يرَ المغرضون ما تفعله «مصر» من مشروعات قومية وتنامى مساحة الأرض الزراعية وما تقدمه من حِزم حماية اجتماعية لتحقيق العدالة الاجتماعية التى ننشدها جميعاً، ألا يروا دورها لمساندة القضية الفلسطينية ولم شمل الفصائل الفلسطينية والوقوف بصلابة فى وجه «نتنياهو» الذى يريد تصفية القضية الفلسطينية.. لن يروا.. إذن («حصوة فى عين» كل المغرضين) أصحاب النظرة السوداء الذين يروجون شائعات بصفة يومية للنيل من وحدة وتماسك الجبهة الداخلية، يريدون ضرب الوعى الذى تم بناؤه منذ أن خرجوا من السلطة وتم طردهم والثورة عليهم فى (٣٠ يونيو ٢٠١٣)، لن يستطيعوا، وحتماً سيفشلون مهما تمادوا فى شائعاتهم، سيفشلون مهما زايدوا على «مصر» وحاولوا إلقاء التهم جزافاً على دورها -الذى لا يضاهيه دور- فى كافة القضايا العربية.