صورة لـ«نانسى بيلوتسى» رئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة وهى تبكى بعد الهزيمة الساحقة التى لحقت بـ«كامالا هاريس» فى انتخابات الرئاسة الأمريكية أمام «دونالد ترامب»، صورة تناقلتها الصحف والقنوات الإخبارية وانتشرت فى جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى.
صورة تُعبر عن كم الألم الذى أصاب أقوى سيدة فى الحزب الديمقراطى بل أقوى سيدة فى أمريكا جمعاء، صورة أظهرت مدى ضعف «بيلوتسى» ومدى حزنها وبؤسها، صورة أحدثت ضجة فى وسائل الإعلام الأمريكية، تعليقات كثيرة على الصورة ما بين «تعليقات ساخرة» وأخرى «تعليقات صادمة»، لأنها من كبار قادة الديمقراطيين طيلة الـ(٥٠) عاماً الماضية وحتى الآن.
«بيلوتسى» -البالغة من العُمر (٨٤) عاماً- خرجت عن صمتها، وقررت البوح بوجهة نظرها تجاه ما حدث داخل أرجاء الحزب الديمقراطى منذ المناظرة الكئيبة التى خاضها «جو بايدن» أمام «دونالد ترامب» فى يوم (٢٨ يونيو الماضى) والتى قلبت الحزب رأساً على عقب وجعلت جميع قادة الحزب يتأكدون من أن «بايدن» لن يستطع الصمود أمام «ترامب» فى انتخابات الرئاسة، ولا بد من تنحيه.
«بيلوتسى» -الغاضبة الباكية- قالت فى تصريحات هامة لصحيفة (نيوريورك تايمز) نصاً (لو تخلى «بايدن» عن سباق إعادة انتخابه فى وقت أقرب مما فعل لكان ذلك أفضل للحزب الديمقراطى، ولو كان الحزب عقد انتخابات تمهيدية تنافسية لإيجاد مُرشح بديل له لكان ذلك أفضل من تنصيب «كامالا هاريس» مُرشحة للحزب.
ولو خرج «بايدن» من المشهد الانتخابى كان سيعقبه منافسة تمهيدية داخلية فى الحزب لكل المرشحين لإيجاد مُرشح جديد بدلاً من «هاريس» التى خسرت الانتخابات وخسر الحزب كل شىء، كان يجب على «هاريس» خوض الانتخابات الداخلية التنافسية فى الحزب، وكان هذا سيُقوى من موقفها وهذا لم يحدث، لأن «الرئيس بايدن» أعلن تأييده سريعاً لـ«هاريس» وبشكل فورى بعد تنحيته عن المنافسة وتحديداً بعد ساعة واحدة فقط من قراره.
وهذه السرعة جعلت من المستحيل علينا داخل الحزب عقد انتخابات تمهيدية لأن العادى فى مثل هذه الأمور أن تتم انتخابات تمهيدية داخلية للمرشحين المتقدمين فى الولايات الخمسين، وهى عملية تنتهى إلى الاستقرار على مرشح واحد والاتفاق عليه ودعمه، «بايدن» انسحب فى وقت متأخر وقبل «١٠٨» أيام فقط من الانتخابات الرئاسية).
«بيلوتسى» فتحت النار على مسيرة الحزب الديمقراطى فى الـ(٤) سنوات الماضية، وهى فترة حُكم «بايدن»، وقالت نصاً (الحزب الديمقراطى تخلى عن الطبقة العاملة وأهمل القضايا الثقافية والاقتصادية وقضايا المثليين وحيازة السلاح وهى أسباب رئيسية فى الهزيمة أمام الحزب الجمهورى، «بايدن» يتحمل الكثير من اللوم على هذه الخسارة، وبصراحة: «بايدن» سعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية بدلاً من الوفاء بتعهد حملته فى عام ٢٠٢٠ بأن يكون رئيساً «انتقالياً» أو «جسراً» لجيل جديد من الديمقراطيين وهو ما لم يحدث، حملة «بايدن» خدعتنا).
«بيلوتسى» التى دخلت فى صدامات كثيرة مع (دونالد ترامب) خلال رئاسته لأمريكا فى الفترة من (٢٠١٦ - ٢٠٢٠) وقامت بتقطيع خطابه فى مجلس النواب من قبل، وعداؤها معه واضح للجميع لدرجة أنها قالت قبل انتخابات الرئاسة بين (هاريس وترامب) نصاً (أتمنى ألا تطأ قدمه البيت الأبيض، هذا حلم حياتى).