خبر لم يحظَ بحقه الطبيعى من التركيز والفهم والبحث عن خلفياته، رغم أهميته الكبرى، فمساء السبت الماضى، وجَّه الرئيس السيسى، خلال اجتماع مع رئيس الوزراء ووزير الطيران، بمضاعفة الطاقة الاستيعابية لمطار القاهرة الدولى لتصبح 60 مليون راكب سنوياً صعوداً من 30 مليوناً فى الوقت الحالى.
الرئيس وجَّه أيضاً بتحفيز مشاركة القطاع الخاص فى تطوير قطاع الطيران.
هذه ليست توجيهات عابرة، كما أن الأمر لا يقتصر فقط على مطار القاهرة، والقصة كلها متصلة اتصالاً مباشراً بتعزيز موارد مصر من النقد الأجنبى.
تستهدف الدولة وفقاً لخطة الحكومة الممتدة من 2024 حتى 2027، زيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية لتبلغ نحو 72 مليون راكب سنوياً عام 26/27، وصولاً إلى هدف أكبر وهو كسر حاجز الـ100 مليون بحلول عام 2030.
هذا الهدف الاستراتيجى مرتبط بهدف آخر وهو الوصول إلى 30 مليون سائح يزورون مصر سنوياً خلال الأعوام القادمة، وهو هدف نسعى إليه رغم كل الظروف والتحديات الأمنية بالمنطقة، وبعد أن حققنا العام الماضى أكبر رقم لأعداد السياح القادمين إلى مصر خلال عام وهو 14.9 مليون، يُتوقع أن نكسر فى 2024 ذلك الرقم، وأن نتجاوز الـ15 مليون سائح.
هذه المعلومات تعيدنا إلى حالة تأمل واجبة وضرورية لكل الاتهامات والأكاذيب والشائعات والتحريض ضد أخبار اعتزام الحكومة طرح المطارات للإدارة من قِبل القطاع الخاص.
رغم وضوح الفكرة، ورغم أنها مطبقة فى عدد من الدول، ورغم أن دولاً عربية شقيقة مثل المملكة العربية السعودية أعلنت اعتزامها طرح عدد من مطاراتها للإدارة من قِبل القطاع الخاص عام 2025، فإن الحملات الإعلامية الممنهجة انطلقت فور الحديث عن الفكرة، لكى تقول للمصريين: الدولة ستبيع مطاراتكم!
منذ ما يزيد على 10 أعوام، يستهدف التنظيم الإرهابى كل موارد النقد الأجنبى التى يمكن أن تتدفق إلى مصر، ففى مرحلة مبكرة حاول عناصر الإخوان فى الدول العربية حجب تحويلات المصريين فى الخارج لإحداث أزمة لدى الدولة، وذلك عبر الحصول على مبالغ التحويلات بالعملة الأجنبية من العاملين بالخارج، مع منحها لأسرهم بالجنيه المصرى وبسعر صرف تنافسى، فى سبيل ألا يدخل الدولار إلى النظام المصرفى المصرى.
وحتى الآن، لا يزال الاستهداف قائماً لكل ما يمكن أن يزيد موارد النقد الأجنبى. الهجوم على طرح المطارات المرتبط بخطة سياحية طموحة، لا يمكن أن ينفصل عن ذلك النهج الدنىء، فالهدف من الشائعات هو التحريض أملاً فى التعطيل، ولهذا السبب تحديداً زُرعت حالة «الشك»، لكى تُستخدم فى الوقت المناسب. لكن القاعدة الذهبية تقول إن اتباع سهام التنظيم الإرهابى يمكن أن يخبرك فى الغالبية العظمى من الأحيان، أين هى الحقيقة!