الرفض المصرى القاطع لتصريحات الوزير الإسرائيلى المتطرف بضم الضفة الغربية وأنها ستكون من العام القادم تحت الهيمنة الصهيونية، يعنى الإدراك المصرى الكامل للمخطط وأبعاده.. فأولاً التصريحات من أحد أعضاء الحكومة الإسرائيلية.. وليس أحد المتطرفين ولا رأى لكاتب مقال فى صحيفة ولا بيان لحزب من الأحزاب.. ولم يتم حتى اللحظة نفى التصريحات، ولا تراجع صاحبها ولا اعتذار الحكومة الصهيونية عنها!
مصر -موضوعياً- تدرك أبعاد التصريحات.. فهى تعنى انتهاء القضية الفلسطينية! وانتهاء كافة القضايا ذات الصلة.. فلا حديث عندئذ عن عودة اللاجئين ولا عن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ولا عن فلسطين نفسها! والتى تمثل فيها الضفة الغربية الجزء الأكبر مما تبقى من أرض فلسطين التاريخية حيث تمثل أكثر من عشرة أضعاف مساحة غزة حتى لو تقارب عدد السكان الذى هو فى الضفة أكثر طبعاً!
مصر تدرك إذن خطورة المخطط والتداعيات التى ستطول بالضرورة السلطة الفلسطينية ومؤسساتها ورجالها ورئيسها نفسه محمود عباس الذى سيرفض العدو عندئذ بقاءه!
الأبعاد أيضاً ستطول الأردن الشقيق الذى سيهدد ذلك أمنه القومى ويعيد إلى الأذهان تصريحات سابقة للمتطرف نفسه وآخرين تمس الأردن ووجوده!
الرفض المصرى يصدر عن إحساس بالمسئولية القومية والأخلاقية.. والصدفة فى انعقاد القمة العربية والإسلامية قبل التصريحات المرفوضة بساعات، وفيها أعاد الرئيس السيسى التأكيد على موقف مصر الواضح والثابت والصادق والصارم من تصديها لأى مخططات ستستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء بتهجير سكانها المدنيين المحليين أو نقلهم قسرياً أو بتحويل قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة! وهو نفسه ما أكدته مصر بعد ثلاثة أسابيع من أحداث ٧ أكتوبر عندما أكدت أن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث.. وفى كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبداً.. وهما معادلتان منفصلتان متصلتان فى الهدف يؤكدان رفض مصر الكلى والقاطع والشامل لأى مخطط يؤدى إلى تصفية قضية فلسطين.. يمس مصر أو لا يمسها!
وبالتالى تتابع مصر ما يحدث فى غزة وتشتبك معه.. عدوان سافر وأعمال إرهابية من العدو ضد المدنيين يقابَل بمواجهة من المقاومين هناك.. لكن يبقى أهل غزة صامدين فيها لم يغادروها.. وبالتالى فشل العدو فى الانتقال إلى مرحلة التهجير والتصفية.. وعليه أن يدرك ويعى الرسائل المصرية.. الواضحة السهلة البسيطة التى أكد الرئيس السيسى فى تقديمها فى المرتين.. أنه يعبر عن كل مواطن من أهل مصر.. وهو ما يؤمن به كل المصريين بالفعل! ولذلك كل الدعم للرئيس وللخارجية المصرية وكل تعبير صادق وحقيقى عن الإرادة المصرية!