بصراحة، موقف الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيرش» من القضية الفلسطينية مُقَدَّر جداً ولا بد من الإشادة به، موقف داعم لحق فلسطين في دولة مستقلة، موقف مؤيد لبقاء «منظمة الأونروا» في قطاع غزة لتقديم مساعدات بهدف إنساني بحت رغم قيام الكنيست الإسرائيلي بالتضييق على عملها وحظر وجودها والتعامل معها، موقف فاضح لإسرائيل وسياستها الرامية لتوسيع الاستيطان والاعتداء على الأراضى الفلسطينية وتهجير شعبها، موقف صارم منذ أحداث 7 أكتوبر 2023 والداعم لوقف إطلاق النار وإتمام صفقة تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية للأهالي الذين يعانون مجاعة لا يرضى عنها أحد ولا يقبلها إنسان.
وأمس هو اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فلم يتوانَ الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيرش» في إرسال رسالة إنسانية تضامنية مع الشعب الفلسطيني قال فيها في هذا اليوم من كل عام يقف المجتمع الدولي متضامناً مع كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه وعدالة قضيته وتقرير مصيره، إحياء الذكرى هذا العام مؤلم على نحو خاص لأن تلك الأهداف الأساسية بعيدة المنال عما كانت عليه في أي وقت.
قُلت مراراً وتكراراً لا شىء يبرر العقاب الجماعى الذى يُمارس على الشعب الفلسطيني، ومع مرور أكثر من عام وشهر ونصف الشهر، أصبحت غزة في حالة خراب، التقارير أفادت بأن ما يزيد على 43 ألف فلسطينى قد لقوا حتفهم ومعظمهم من النساء والأطفال، وتزداد الأزمة الإنسانية سوءًا يوماً بعد يوم وهذا أمر مروع ولا يمكن تبريره.
«أنطونيو جوتيرش» الداعي للسلام في رسالته الإنسانية بمناسبة «اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» قال نصًا: «في هذه الأثناء، في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية والتوسع الاستيطانى وعمليات الإخلاء والهدم وعنف المستوطنين والتهديدات بالضم تتسبب في المزيد من الألم والمظالم، لقد آن الأوان لوقف فورى لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وإنهاء الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية بحسب ما أكدته محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة وإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو تحقيق حل الدولتين، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة لكي تعيش «إسرائيل وفلسطين» جنباً إلى جنب في سلام وأمان والقدس عاصمة للدولتين، وعلى نحو مُلِح فإنني أناشد بتقديم الدعم الكامل للإغاثة الإنسانية المنقذة للحياة إلى الشعب الفلسطيني وتحديداً من خلال عمل «منظمة الأونروا» وهي الوكالة التي تمثل شريان حياة لا يمكن الاستغناء عنه لملايين الفلسطينيين، وستواصل «الأمم المتحدة» تضامنها مع الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف في العيش بسلام وأمن وكرامة
رسالة «جوتيرش» مهمة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، وستُغضِب إسرائيل كالعادة، ستجعل العالم مُتضامناً مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وستجعل الضمير الإنساني في حالة يقظة مستمرة رفضاً لاستمرار القصف الإسرائيلي لكل شىء في قطاع غزة، رفضاً لتحويل غزة إلى ركام وأطلال ومكان مهجور وغير آمن وغير مناسب للحياة وبلا مستشفيات ومدارس وجامعات وبلا كهرباء وماء واتصالات والكل أصبح نازحاً ويسكن في خيام مرصوصة على تُراب وأرصفة ورمال.
ما يحدث في غزة يدعونا للصراخ في وجه المُحتل ومَن يساعد المُحتل بالسلاح والمال ومن يُناصر المُحتل في المحافل الدولية نقول له: كفي هدماً وقتلاً واخرجوا من الأرض.