حديث «أمينة محمد»، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، عن معاناة الأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة يدعونا للإسراع نحو إنقاذ غزة، فلا يمكن قبول الصمت الدولى تجاه عمليات الدمار والهدم الذى طال كل شىء فى القطاع، فقد قالت نصاً: فى قطاع غزة بنية تحتية مُمزقة ومنازل وأحياء ومستشفيات ومدارس سُويت بالأرض بفعل القصف الصاروخى الإسرائيلى، الناس فى قطاع غزة يواجهون الموت والعنف، أزمة النزوح تفاقمت بعد أن نزحوا مرات عديدة وتم حشرهم فى مناطق أصغر وأصغر لا تمنح أى قدر من الأمان، ويُقدَّر عدد النازحين بحوالى 90% من أهالى قطاع غزة.
حينما تصدر هذه التصريحات عن نائبة الأمين العام للأمم المتحدة فإن المجتمع الدولى مُدان ومتورط فيما يحدث لقطاع غزة، مُدان ومُتورط بسبب حالة الصمت الرهيب والسكوت المتعمد على الإجرام الذى ترتكبه إسرائيل، فما بين أزمة جوع وسوء تغذية للأطفال والسيدات فإن المجاعة وشيكة، وإضافة إلى عرقلة الجانب الإسرائيلى لعمليات الإغاثة الإنسانية التى تُقدَّم لأهالى غزة، وأيضاً انهيار كامل للقانون الدولى، والإسراع فى التوسع الاستيطانى وعمليات الإخلاء والهدم والتهديدات بضم الضفة الغربية المحتلة.. كل هذا يدعونا للقلق والخوف على مصير القضية الفلسطينية.
أهم ما قالته «أمينة محمد» ورددته هى كلماتها عن وجود 3 أخطار تحيط بقطاع غزة، حيث قالت نصاً: إن أهل غزة فى خطر، والقانون الدولى فى خطر، والإغاثة الإنسانية فى خطر، إننى أطالب زعماء العالم بالإسراع فى إنهاء هذا الكابوس الآن، 251 موظفاً لدينا فى غزة تعرضوا للقتل بطريقة مُشينة أثناء أدائهم عملهم، لا بد من التوقف عن انتهاك القانون الدولى الإنسانى وتنفيذ العديد من قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن وقرارات محكمة العدل الدولية وأوامرها التحفظية الملزمة لإسرائيل والتى تتعلق بإيقاف الحرب وإدخال المساعدات، ولا يُمكن تخيل الإغاثة من دون الأونروا، كما لا يُمكن تصور إعادة البناء والإعمار من دون الأونروا.
كلمات «أمينة محمد» أعتبرها صرخة دولية للمطالبة بإنهاء القتل والدمار فى غزة، صرخة لإيقاف رائحة الموت التى تنتشر فى أرجاء قطاع غزة، صرخة لضرورة الإسراع فى إدخال المساعدات الإنسانية، صرخة باسم الإنسانية للتصدى للمجازر الإسرائيلية فى جباليا وتل السلطان والمواصى ودير البلح، صرخة للتوقف عن هدم خان يونس على رؤوس المواطنين الأبرياء العُزل، صرخة لعدم الاستيلاء على أرض شمال غزة وتحويلها لمستوطنات غير شرعية مرفوضة بحكم القانون الدولى، صرخة لكى يقول العالم كله لإسرائيل (لا).