لقطة سريعة للمشهد الإعلامى بعد 25 يناير 2011 كفيلة بأن تكشف التخبط والفوضى الذى ساد أهم وسائل نقل المعلومات ومخاطبة الرأى العام. كان المنتمون لمهنة الإعلام المقروء والمرئى تحت الترويع، والاعتداءات اللفظية والجسدية. لم تستبعد جماعة الإخوان الإرهابية وذيولها كل وسائل الترهيب وصولاً إلى تعليق المشانق لأبرز الوجوه الإعلامية على أبواب مدينة الإنتاج الإعلامى الذين كانوا فى أى لحظة بث على الهواء عرضة لاقتحام الاستوديو والاعتداء عليهم، أما الجريمة التى ارتكبها الإعلام حين ذاك فهى كشف حقيقة جماعة إرهابية أمام الرأى العام!
لم يكن مقبولاً بعد 30 يناير 2013 السكوت على الفوضى الإعلامية التى طالت المشهد، بالتالى حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على تكرار رسائله للإعلاميين حول ضرورة التواصل مع المواطن عبر توفير المعلومة الموثقة وطرح الأجوبة عن الاستفسارات حول بعض القضايا التى تشغل الرأى العام للنقاش والتحليل الموضوعى.
كان لزاماً وجود إطار لضبط المنظومة الإعلامية وإعادتها كمنبر للتنوير يسلط الضوء على الحقائق ويعيد للإعلام دوره فى تشكيل الوعى العام عبر خلق جسر من التواصل والتأثير فى اهتمامات المواطن والمجتمع.
هنا جاء دور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى بناء منظومة إعلامية تهدف إلى رفع مستوى الوعى.. تربط المواطن بقضاياه سواء الوطنية أو الاجتماعية، بل إن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية حققت مطلباً جوهرياً اعتبر جماعياً ليس فقط من ممتهنى الصحافة المقروءة والمرئية، بل على كل الفئات، قنوات إخبارية.. «إكسترا نيوز» لتغطية الأحداث المحلية، ثم «القاهرة الإخبارية» التى سرعان ما احتلت مكانة الصدارة بين القنوات الإخبارية العربية.
الحقيقة أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية منذ البداية تعاملت بوعى مع طبيعة المحتوى الإعلامى. الإعلام ليس كتلة متجمدة تقيدها سلاسل البيروقراطية والروتين، هى مهنة تخضع للمتغيرات والتطوير وفق مسار الأحداث. الإنجازات الهائلة التى حدثت فى مصر كانت تعتمد على الإعلام بشكل كبير لكشف تفاصيل ما تم تحقيقه فى زمن قياسى والرد على كل ما يدور داخل المواطن من علامات استفهام. كما أن التحديات التى تتعرض لها مصر من تشكيك فى كل الإيجابيات أيضاً يتحمل الإعلام دوراً كبيراً فى التصدى له. كلها رسائل التقطتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمهنية شديدة عبر حملات توعية خاطبت المشاهد بأسلوب بسيط جذاب، كما تسعى دائماً إلى التجديد فى أشكاله.
آفاق التطوير فى الإعلام لا تنتهى، بل إن إحدى دعائم قوة الإعلام هى التعبير عن كل مرحلة وفق متطلباتها، أيضاً تعزيز الدور الأساسى للإعلام الذى أرسته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية يفرض فى سياق آخر الإشادة بالتغييرات التى جاءت فى قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، الذى أثبت قدرته على التعامل مع كل الملفات حين تولى وزارة الشباب والرياضة، ثم رئاسة مجلس أمناء التحالف الوطنى للعمل الأهلى الثانوى.. رجل دولة لا يعترف إلا بالعمل المتواصل، تشهد إنجازاته ونجاحه فى جميع المناصب التى تقلدها على ذلك. حصول المهندس خالد عبدالعزيز على البكالوريوس فى الإعلام من جامعة القاهرة أيضاً يدعم ارتباطه بالمنظومة الإعلامية وبالدور المحورى للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى إدارة المشهد الإعلامى وضمان الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التطوير وتعزيز دور الإعلام فى تنمية الوعى الوطنى، خصوصاً مع خبرة المهندس خالد عبدالعزيز فى مجال الإعلام والإدارة عبر تولى عدة مناصب قيادية، ما أكسبه تمرساً فى التعامل مع التحديات الإعلامية. وبالتالى ستسهم رؤيته فى إنجاز التطوير الإعلامى المطلوب بما يلبى التطلعات إلى إعلام متوازن يوائم المرحلة الحالية بكل مستجداتها.
اختيار الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى لرئاسة الهيئة الوطنية للإعلام بالتأكيد يحمله عبئاً إدارياً ثقيلاً بالنظر لوجود نحو 30 ألف موظف وإعلامى فى مبنى ماسبيرو. «المسلمانى» يخوض تحدى تطوير المبنى العريق بتاريخ مشرف كباحث وكاتب فى شئون السياسة بداية من عمله الصحفى فى جريدة الأهرام، كما شارك فى عدة تجارب تليفزيونية مثل تليفزيون أبوظبى وغيرها، ثم اختاره العالم أحمد زويل للعمل كمستشار إعلامى، أخيراً عين مستشاراً للرئيس السابق عدلى منصور. كما يذكر لـ«المسلمانى» دوره كإعلامى وصحفى فى الحشد ضد جرائم وانتهاكات جماعة الإخوان المنحلة.
تجديد الثقة فى عبدالصادق الشوربجى، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، الذى شغل منصب رئاسة مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف، ليكمل مسيرة الأربع سنوات الماضية، حقق خلالها إنجازات، ما يدعم استمراره للمضى فى تجاوز التحديات؛ أبرزها الظروف الاقتصادية الصعبة، إذ يملك «الشوربجى» إمكانيات استكمال خطط تحديث وتطوير المؤسسات الصحفية القومية واستغلال أصولها المادية.
أخيراً، التفاؤل بقرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى يؤكد رغبة حقيقية فى الارتقاء بالمحتوى الإعلامى وزيادة كفاءته. إذ تحظى الوجوه القادمة بتاريخ مهنى سواء فى الإعلام أو الإدارة، مع امتلاكهم خلفية شاملة لمشاكل الإعلام، ما يجعلهم قادرين على التعامل معها على أرض الواقع، ويعكس اختيارهم خطوة إيجابية لتطوير محتوى وأداء إعلامى يهدف إلى دمج ومشاركة مختلف الرؤى والمنظمات الأهلية فى الحوار السياسى والمجتمعى.