الآلاف يشيعون جثمانى شهيدى «كمين الرفاعى» فى الشرقية
شيع الآلاف من أهالى الشرقية، أمس، جثمانى شهيدى القوات المسلحة، اللذين استشهدا خلال اشتباكات «كمين الرفاعى» فى جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء، قبل يومين. وسيطرت حالة من الحزن الشديد على قريتى «المناصرة»، التابعة لمركز مشتول السوق، مسقط رأس الشهيد المجند إبراهيم رضا محمد القشاط، و«بردين» التابعة لمركز الزقازيق، مسقط رأس الشهيد المجند أحمد يحيى محمد فؤاد، حيث انتظر الأهالى أمام منزلى الشهيدين جثمانيهما، لتشييعهما إلى مثواهما الأخير. وخرجت الجنازتان من مسجدى القريتين، والنعشان ملفوفين فى علم مصر، وردد الأهالى هتافات تطالب بالثأر، ومناهضة لجماعة الإخوان الإرهابية، مطالبين بالقضاء على الإرهاب وإعدام الإرهابيين فى ميادين عامة، والقصاص لجميع الشهداء. «ابنى شهيد فى الجنة، حسبى الله ونعم الوكيل».. بتلك الكلمات بدأ والد الشهيد إبراهيم رضا، 45 عاماً، عامل بناء، حديثه، مؤكداً: «منهم لله قتلوا أكبر أولادى وسندى وكسروا ظهرى، وربنا ينتقم منهم».
وأضاف: «على قد ما أنا زعلان على فراق ابنى، لكن فرحان لأنه شهيد فى الجنة، ودفع حياته ثمناً لحماية بلده وأهله، ولو كان ينفع أروح أقف مكانه وأدافع عن البلد أروح»، مشيراً إلى أن نجله التحق بالقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية، منذ عام وشهر تقريباً، إلا أن يد الإرهاب طالته قبل أن يكمل فترة التجنيد، وهى عامان. وقال: «أنا عرفت بالخبر وأنا فى عملى، اتصل بى ضابط من كتيبته وأخبرنى، ولم أستطع الوقوف على قدمى، لكن حاولت التماسك حتى وصل جثمانه وودعته الوداع الأخير». وانخرط الأب فى البكاء، وهو يضيف: «آخر مرة كلمنى كان من 3 أيام، وكان المفروض ينزل إجازة اليوم، رابع يوم العيد، وقالى ادعيلى أرجع بالسلامة، قلت له تيجى بالسلامة، وإن شاء الله نتمم خطوبتك». واستطرد: «لم أكن أعلم أنه سيأتى بسرعة، لكن جثة، وبدلاً من أن نخطب له نزفه عريساً للجنة»، مشيراً إلى أنه لديه 3 أبناء غير الشهيد، هم «محمد»، تلميذ بالمرحلة الإعدادية، و«أسماء»، بالصف الأول الابتدائى، و«وفاء» 4 سنوات. وطالب الأب محافظ الشرقية، بوضع لافتة كبيرة تحمل اسم ابنه الشهيد على مدخل القرية، أو يطلق اسمه على مدرسة القرية تخليداً لذكراه. وداخل منزل الأسرة، جلست الأم عبلة عبدالرحمن، 40 عاماً، ربة منزل، فى حالة انهيار، تلتف حولها نساء القرية المتشحات بالسواد، اللاتى توافدن لتعزيتها ودعمها، وانخرطن جميعاً فى حالة بكاء، بينما تردد الأم المكلومة: «حسبى الله ونعم الوكيل.. أنا عاوزة حق ابنى».
وأضافت: «أنا كنت أجهز لخطوبته، لقيت الناس بدل ما يهنونى بيعزونى»، متسائلة: «ذنبه إيه يموت غدر على إيد ناس لا تعرف ربنا ولا دين؟، ذنبنا إيه نتحرم منه؟». وفى قرية «بردين» التابعة لمركز الزقازيق، خيمت حالة من الحزن، وتوافد الأهالى على منزل أسرة الشهيد أحمد يحيى، للمشاركة فى تشييع جثمانه. «ربنا ينتقم منهم، حرقوا قلبى على ابنى، حسبى الله ونعم الوكيل».. هذه العبارات ظلت نادية عبدالعزيز، والدة الشهيد ترددها وهى فى حالة انهيار تام منذ تلقيها خبر استشهاده».
وقالت الأم الحزينة: «أنا كان قلبى حاسس، بأنه سيتعرض لمكروه من أول ما دخل الجيش فى سيناء، وكل ما أسمع عن عملية إرهابية وأن فى شهداء من الجيش، كنت أموت فى الدقيقة 100 مرة من قلقى عليه». وأضافت: «كل ما كنت أقوله ما تحاول تتنقل من سيناء إلى أى مكان تانى، كان يرد يقول لى: العمر واحد والرب واحد، ولو مكتوب لى شىء سيحدث، من يقدر يهرب من قدره؟ ولو كل الجنود تركت سيناء من يحميها؟».