يا شعب سوريا العظيم: هل تسمحون لي بأن أتوجه لكم بنصائح أجدها مهمة وضرورية -وفي وقتها- ولا بد منها؟، يا أيها الأشقاء السوريون: هل تتقبلون مني النصائح التي ربما تفيدكم في تحديد مسار طريقكم نحو المستقبل وهي نصائح أجدها -من وجهة نظري- عبارة عن نصائح ناتجة عن تجربة مُماثلة ونصائح نابعة من القلب لأن لكم في القلب نصيبا كبيرا من المعَزّة والمحبة والتقدير؟، يا شعب سوريا الأصيل: أناديكم بكُل تجرُد فأرجوكم استجيبوا لندائي ونصائحي لعل وعسى تنجو سفينة وطنكم من المطبات التي شاهدناها في «مصر» خلال الفترة من يناير 2011 حتى يونيو 2013، وحتى تستطيع سفينتكم التصدي للأعاصير والأمواج التي هي أعاصير قوية وأمواج عاتية.
يا شعب سوريا العظيم: حافظوا على وطنكم واعملوا على وحدته ولا تقبلوا بأي محاولات لتقسيمه، كلمتكم لا بد أن تكون عالية ومسموعة بعد أن حققتم ما أردتم وغيّرتم مساركم السابق لمسار جديد، تخلوا عن الطائفية والحزبية والمشاحنات، لا تسمحوا لتيار مُعين أن يبتلع بلدكم ويستولي عليه ويستحوذ عليه ويُغير جلده، فهذا لا يفيد ولن يفيد ولا ينفع ولن ينفع ولا يستقيم ولن يستقيم، تصدوا للأفكار والأيديولوجيات الدخيلة على مجتمعكم وعيشوا صفا واحدا خلف وطنكم العزيز الأبيّ، دعموا أي أفكار تدعو لتثبيت المؤسسات الوطنية والهيئات الرسمية، اجعلوا أمن وسلامة واستقرار سوريا هو الهدف الأسمَى الذي تسعون إليه، ارفضوا أي وجود للقوات الأجنبية، ارفضوا أي تدخل خارجي في شؤونكم، فَتشوا بداخلكم ستجدون لديكم قادة عظاما في كافة المجالات واجعلوهم على رأس المؤسسات الوطنية ليدفعوا بها للأمام ولتقوم بمسؤولياتها تجاه وطنكم خاصة وأنتم الآن تعيشون أحرج لحظات في تاريخكم على الإطلاق.
أعزائي السوريين: العالم كله ينظر لكم الآن نظرة مختلفة عن ذي قبل، فأنتم بلد الحضارة والتاريخ والعراقة، وأنتم الآن في حاجة للتكاتُف الوطني وعليكم لم الشمل وإجراء حوار وطني بنّاء يضم كافة الأطياف السياسية، حواراتكم ونقاشاتكم سينتج عنها نتائج في صالح وطنكم بشرط ألا يستحوذ تيار واحد على بلدكم وعلى قراركم السياسي، حكومتكم لا بد أن تجمع كل الكفاءات التكنوقراط وتضم مجموعة من الخبراء في السياسة والاقتصاد، حدودكم لا بد أن تدافعوا عنها وارفضوا أي تمادٍ من أي قوى خارجية وشدّدوا على جميع دول الجوار بألا تقتحم حدودكم، ثرواتكم خافوا عليها، البترول والغاز مِلك وطنكم وميراثكم وميراث الأجيال القادمة من أبنائكم وأحفادكم، لديكم سواحل وأراضٍ خصبة، وتحقيق تنمية شاملة في أقرب وقت ممكن ليس بالأمر المستحيل طالما كُنتم صفا واحدا مع وطنكم ويدا واحدة مع جيشكم.
أعزائي السوريين: من فضلكم، عليكم طيّ صفحة الماضي سريعا، وافتحوا صفحة جديدة من كتاب وطنكم واسطروا بها نضالا جديدا وكفاحا جديدا عنوانه (سوريا مُوحدة وبلا تدخلات خارجية)، وانظروا بعين الاعتبار للمستقبل لأن المخاطر التي تحيط بكم كثيرة جدا، والأطماع في خيرات وطنكم أكثر، حطموا المعادلة الصعبة التي تقول: أمام سوريا سنوات طويلة حتى يعود لها الاستقرار، أثبتوا أنّها مقولة فاشلة لمعادلة فاشلة، كسروا هذه المعادلة وحطموها والغوها من قاموسكم واكتبوا بدلا منها معادلة جديدة تقول: أبناء «سوريا» واعون ومُدركون لما يُحاك لها ولديهم من الفطنة والذكاء ما يجعلهم لا يسقطون في فخ نُصِب لدول أخرى من قبل.. قولوا لأنفسكم سننجو من ويلات الفخ المنصوب لنا، وإن شاء الله ستنجو «سوريا».. نعم قولوا ستنجو سوريا، ونحن سنقول معكم (ستنجو سوريا).