التجربة المريرة التى عاشها الشعب المصرى خلال الفترة من (يناير 2011 وحتى يونيو 2013) جعلت لديه مناعة قوية ضد الفوضى، فما مرت به «مصر» لا يمكن نسيانه أبداً.
عشنا أياماً عصيبة، وشاهدنا اقتحام السجون وحرق أقسام الشرطة والمحاكم. كسِرَت الشرطة لكن لم تكسر «مصر».
عاث المتطرفون فى «مصر» فساداً وإرهاباً وترويعاً وتخويفاً.
حملوا السلاح فى وجوهنا، وخططوا مع الخارج للسيطرة على «مصر» بالكامل والهيمنة على مقدراتها وقدراتها وثرواتها.
كان الهدف معروفاً من أن هناك ملفات لا بد من إنهائها على يد المتطرفين، ومن هذه الملفات (سيناء) التى كان مقدراً لها تخطيط خبيث وتم إفشاله، وكذلك الجيش والشرطة كان مقدراً لهما أن يتم استبدالهما بـ«جيش وشرطة موازيين تابعين للمتطرفين خونة الأوطان» وتم إفشاله، ملف (القضاء) كان سيتم استبدال القضاء العظام بعدد من حاملى شهادة الليسانس فى الحقوق من المنتمين للتنظيم المتطرف وتم إفشاله.
رفعوا شعار (التمكين من مصر) وحاولوا تنفيذه سريعا وهو استبدال كل القيادات فى كل المؤسسات والهيئات والمصالح الحكومية بعناصر تابعة لهم سواء فى الوزارات أو المحافظات أو المحليات وتم إفشاله.. أرادوا التمكين الكامل فى «مصر» لكن تم إفشاله.
رفض الشعب المصرى ابتلاع المتطرفين لوطنهم، ومع السرعة الرهيبة التى حاول بها المتطرفون ابتلاع الوطن، تم التصدى لهم بوعى شديد، وقفت «مصر» فى حنجرة المتطرفين قبل ابتلاعها، وتمت استعادتها بالعزيمة القوية المعروفة عن الشعب المصرى والوعى والخوف على مصير الوطن.
تجربة الفوضى لن تعود مهما أساء الهاربون بالخارج، فللمرة المليون نشدد على أن الشعب المصرى أصبح لديه مناعة قوية ضد أى مخططات تستهدف وطنهم العزيز، أخذ الشعب مضادات حيوية قوية تجاه أى مخطط.. لو خططوا لإحداث فوضى عن طريق ترويج شائعات فستفشل الفوضى وسيتم الكشف عن أن شائعاتهم فِشنك ومغرضة وكاذبة ومفقوسة.. لو روجوا لإحداث فوضى عن طريق الإرهاب وبالميليشيات المسلحة ستفشل الفوضى وسيتم القضاء على الميليشيات وسيتم مواجهتهم بكل قوة والقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزاء عنفهم وإرهابهم وتطرفهم.. لو روّجوا لإحداث فوضى عن طريق نشر الإحباط والتشاؤم حتى يقلق المصريين ويصابوا بفقدان الأمل سيرد إليهم فى صدورهم وستفشل الفوضى وسيتحول الإحباط إلى إيجابية وسيتحول التشاؤم إلى تفاؤل، وسيتحول فقدان الأمل إلى أمل قوى وإيمان أقوى بأن «مصر» تسير فى الطريق الصحيح نحو بناء وطن قوى للأجيال القادمة.. لو روجوا لإحداث فوضى عن طريق التعاون مع الخارج وبأموال الخارج سيفشلون وستجهض هذه الفوضى لأن «مصر» سياستها الخارجية تبنى على ثوابت أساسية لا نقاش فيها ومنها عدم السماح بالتدخل فى شئون الدول واحترام سيادة الدول وحق الشعوب فى تقرير مصيرها بنفسها وسيتم كبح جماح أى أموال غير نظيفة توجه للمتطرفين وتتبع مسارها والتحفظ عليها واتخاذ كافة الإجراءات تجاهها.
نقول بكل ثقة: لن ينفع أى مخطط يستهدف إحداث فوضى فى «مصر»، فالشعب المصرى هو حائط الصد الأول تجاه أى مؤشر نحو الفوضى، رفض تام للفوضى، دعم كامل للشرطة، مساندة قوية للقوات المسلحة، ثقة مطلقة فى القيادة الأمينة على الوطن، الكل متماسك فى جبهة داخلية متماسكة من (أزهر وكنيسة وإعلام وقضاء)، المتطرفون سيفشلون فى إحداث الفوضى فى «مصر» حتى لو وقفوا على رؤوسهم وحتى لو أساءوا لمصر فى قنواتهم وحتى لو روجوا شائعاتهم وحتى لو تصيدوا الأخطاء وحتى لو تحالفوا مع الأعداء.. سيفشلون وسيأتى اليوم الذى يدفعون فيه ثمن أفعالهم الخبيثة تجاه وطنهم