يوسف شاهين.. المخرج الذي خلط فنه بآرائه السياسية
رغم ما يمثله الفن من أهمية كبيرة في حياة الشعوب، إلا أنه عادة ما يكون شيئًا مؤرقا لبعض الأنظمة، خاصة إذا كان معارضًا لسياسات الحكام، فبعض الفنانين الذين أقحموا أنفسهم في آراء سياسية معارضة للنظام الحاكم كان جزاؤهم العزلة، وهي أسوأ ما يقابل الفنان طيلة حياته، فماذا إذا كان مخرجًا؟
مزج يوسف شاهين بين أرائه السياسية وكونه مخرجًا سينمائيًا، حيث اتضحت الكثير من أفكاره في أفلامه، فأثارت العديد من أفلامه فكرة "الصراع الطبقي"، كما أعرب عن رفضه لتيار الإسلام السياسي في فيلم "المهاجر" الذي تناول فيه قصة سيدنا يوسف، كما هاجم رجال الشرطة في فيلمه "هي فوضى".
ويقول طارق الشناوي الناقد الفني، إن يوسف شاهين كان ناصري التوجه، فهو أول من اجتمع مع الرئيس الراحل محمد نجيب قبل الثورة، لذلك كان مؤمنًا بالثورة والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما كان على خلاف شديد مع السادات فهو كان معارضًا لسياساته.
ويؤكد الشناوي على أن مبارك قد منع يوسف شاهين من الظهور على شاشة التلفزيون في العشر سنوات الأخيرة من حكمه، بعد إلحاح من صفوت الشريف، حتى حلقة برنامج "البيت بيتك" الذي كان يقدمه الإعلامي محمود سعد والتي كانوا يحتفلون حينها بعيد ميلاد يوسف شاهين كانت مسجلة وأوهموا الجمهور أنها مباشرة.
ويسرد الشناوي سبب منع شاهين من التلفزيون، قائلا إنه كان بسبب ظهوره في برنامج على الفضائية المصرية تحدث حينها عن الفساد المستشري في البلد، وقام صفوت الشريف بدوره بعمل مداخلة تليفونية للرد عليه، أما جائزة مبارك التي حصل شاهين عليها من قبل فكان المسؤولون يخشون رفضه لها وقيامه بكتابة بيان ليحرج الحكومة.
وأضاف "قام اثنان بالتوسط قبل إعلان فوز شاهين بالجائزة بين الحكومة وبينه وهم على أبو شادي وجالي خوري ابنة أخته، وبعد حصوله عليها جعلها وديعة في البنك يفوز بأرباحها سنويًا من يفوز بأفضل مشروع تخرج من معهد السينما.