مشاهد احتفالات عيد الميلاد في الكاتدرائية أو في الشارع المصري تستحق التوقف.. في الأولى يواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي حرصه على الذهاب إلى صلاة العيد لتقديم التهنئة بنفسه والمشاركة في الاحتفال.. لا تفويض ولا برقيات.. وهي العادة التي حرص عليها الرئيس منذ أول عيد ميلاد بعد توليه المسؤولية في 2015.. خاصة بعد انتقال الاحتفالات إلى كاتدرائية عيد الميلاد بالعاصمة الجديدة التى بنيت في زمن قياسي من فبراير 2017 إلى ديسمبر 2018 على مساحة كبيرة تصل إلى ثلاثة وستين ألف متر أو خمسة عشر فدانا.. تشمل كنيسة كبرى وأخرى صغرى وقاعات للاستقبال وللتحكم وغيرها وغيرها.
حضور الرئيس ليس إجراءً بروتوكوليا ولا سياسيا، إنما هو عمل صادق يعبر عن سمة التسامح الديني والمذهبي الذي سبق وتابعناه في كل كلمات الرئيس عند تناول الإرهاب في كل المناسبات خاصة في المؤتمرات التي عقدت لبحث ملف العنف ورفضه لأي بعد طائفي ومذهبي وتأكيده عن الإرهاب الذي يقصده هو الإرهاب الذي نعرفه جميعا.. الذي يحمل أفراده السلاح ويفجرون ويقتلون دون أي علاقة بأي دين أو طائفة أو مذهب.. وسبق أن شاهدناه في استقبال الرئيس للفتاة الأيزيدية التي تعرضت للأذى في العراق الشقيق على أيدي الإرهابيين وتأكيده مرارا على حرية العقيدة الدينية وحق الاختيار بشكل عام وتام!
الرئيس وفي دقائق معدودة أكد رباعية مهمة تظلل بلدنا الآمن.. عناية الله والشعب الواعي المتماسك والقيادة التي لم تتورط في العدوان على أرواح بريئة ولم تتورط في الاستيلاء على أموال الناس بغير حق ورابعا البلد الكبير المحروس بوعد إلهي مذكور في كتبه السماوية!
هذه الرباعية هي نفسها «الله.. الوطن.. الشعب.. الجيش» التي تحرس وتحمي هذا البلد عبر القرون والعقود والسنين والشهور والأيام والمحن والمؤامرات والتحديات.. وستظل تحميها!
المشاهد الأخرى في الشارع هي أيضا تستحق التوقف.. زحام كبير جدا في شوارع القاهرة وهكذا كان الحال بباقي المحافظات.. هذا الذي رأيناه يقول إن المصريين كلهم خارج بيوتهم. البهجة -أدامها الله- في كل مكان.. مناسبة للجميع.. مصرية وطنية خالصة.. صحيح عيد الأشقاء المسيحيين لكنه أيضا عيد ميلاد روح الله وكلمته كما يقول القرآن الكريم.. وهي فرحة لشركاء الوطن.. ولذلك.. وبذلك.. حولها المصريون إلى عيد للكل.. والتهاني لا ولم تنقطع على شبكات التواصل رغم محاولات الأيدى الخبيثة الشريرة إفساد ذلك...لكن طوفان المحبة كان كاسحا.. حمل في طريقه كل مخلفات الشر.
كل عام ومصرنا بكل خير
كل عام وأشقاؤنا بكل خير
كل عام وأنت بخير.. يا وطني!