الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يُهدد بـالجحيم في الشرق الأوسط إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى، الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب قال نصا «إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى بحلول الوقت الذي أتولى فيه -بفخر- منصبي في 20 يناير كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، فإنّ الجحيم سيندلع في الشرق الأوسط، ولن يكون ذلك جيدا».. هذا هو التهديد الثاني الصادر عن ترامب، فقد كان التهديد الأول عقب إعلان فوزه في السباق الرئاسي، وقال نصا: «سيتم دفع الثمن باهظا في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين قبل أن أحلف اليمين كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية».
تحليلات السياسيين وآراء المتخصصين وتفسيرات كبار القادة وافتراضات دارسي العلاقات الدولية لم تتوقف، فالكل يجتهد ويعرض أفكارا ربما يُقدِم عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويُنفذها، والبعض يسأل السؤال الذي يتردد على ألسنة المحللين السياسيين وهو: «ما هو الجحيم الذي ينتظر الشرق الأوسط؟، وماذا سيفعل ترامب؟، وما حجم وحدود الجحيم الذى قال عنه ترامب؟»، لكني أرى أن الجحيم الذي هدد به ترامب لن يختلف عن الجحيم الذي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة الآن، هل هناك جحيم أكثر مما يعيشه الفلسطينيون الآن في غزة من تشريد ونزوح ومجاعة وإبادة جماعية وتطهير عرقي وهدم لكل ما هو قائم على أرض قطاع غزة؟
تمت تسوية غزة بالأرض، تم قصف المنشآت الحكومية، لم يعد هناك مبنى حكومي، محطات الكهرباء والمياه والصرف الصحي تم قصفها وهدمها، الشوارع ممتلئة بمياه الصرف وانتشرت الأمراض المعدية -بحسب تقرير رسمى صادر من منظمة الصحة العالمية- والعلاج غير متوفر، والإهمال أصاب المصابين و85% من المستشفيات خرجت من الخدمة و15% من المستشفيات لا يوجد بها علاج ودواء ولا تستقبل مصابين وتعاني من نقص في إمدادات الكهرباء والأكسجين والمواد الطبية، الطرق تم فَرمها وخرجت من الخدمة، مقرات المنظمات الدولية كان يحتمي بها المدنيون العُزل لكن تم قصفها ولم تسلم من صواريخ الجيش الإسرائيلي وتم قصف 191 مقرا تابعا للأونروا والصحة العالمية ومنظمات الإغاثة.
حظر تعامل إسرائيل مع منظمة الأونروا جاء بعد قرار الكنيست الإسرائيلي، وبناء عليه تم منع دخول المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة، إنها جرائم حرب مُكتملة الأركان، غابت الإنسانية، ضاعت هيبة المنظمات الدولية، عدم تأثير قرارات الشرعية الدولية على إسرائيل وعدم الاستجابة لنداءات المجتمع الدولي وتوصيات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، ضمائر القوى العظمى اختفت وذهبت مع الريح، هل يُعقل أن يُصبح طموح الأطفال والسيدات في قطاع غزة الحصول على رُبع رغيف يوميا؟، متى يتحرك المجتمع الدولي وقد زاد عدد الشهداء في قطاع غزة من جراء القصف الإسرائيلي على 45 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والسيدات؟
ما هو الجحيم الذي يُهدد به ترامب؟، هل هو جحيم أكثر من هذا الذي حدث وما زال يحدث في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال غزة؟، هل هناك أسوأ مما حدث في خان يونس التي دُمرت كل مبانيها وطُرقها، ودير البلح التي هُدمت على رؤوس أهلها، والمواصي ضيقة المساحة والتي تعتبر أزحم منطقة ليست بالمباني بل أزحم منطقة لما فيها من خيام كثيرة وللأسف تم تدمير الخيام وإحراقها بعد أن تم قصفها مرات عديدة، وتل السلطان التي قال عنها الجيش الإسرائيلي إنها منطقة آمنة لكن تم قصفها؟
علامة استفهام كبيرة حول الجحيم التي تحدّث عنه ترامب، رغم أننا ننتظر منه أن يُنفذ ما وعد به من إيقاف الحرب حال فوزه بالانتخابات، نعم إيقاف الحرب لكي يعم السلام ويعيش الفلسطينيون في أراضيهم وتعود لهم حقوقهم ويتم إعلان دولتهم المستقلة.