ارتفاع «فيزيتا» المستشفيات الخاصة
2800 سرير رعاية مركزة فقط فى مصر حسب تأكيد مصدر مسئول فى وزارة الصحة، وذلك على مستوى كل القطاعات سواء داخل وزراة الصحة أو الجامعات أو المستشفيات التابعة للشرطة أو القوات المسلحة، تصل تكلفة السرير الواحد فيها إلى مليون جنيه - حسب المصدر نفسه - بينما تصل تكلفة علاج المريض الواحد فى اليوم إلى ألف جنيه على أقل تقدير فى القطاع الحكومى وضعف المبلغ فى القطاع الخاص.. المصدر نفسه أكد أن تكلفة سرير الرعاية المركزة فارغاً دون مرضى يصل إلى 132 جنيهاً يومياً، بما يشكل عبئاً كبيراً على موازنة الصحة - حسب تعبيره - مفسراً التكلفة: السرير ملحق به عدد من الأجهزة الطبية ذات تكلفة تشغيل عالية كأجهزة قياس النبض وضغط الدم ومراقبة الوظائف الحيوية للجسم.
فيما أكد المصدر أن المعدل العالمى لأسرة العناية المركزة يصل إلى سرير لكل 7 آلاف نسمة مما يعنى أن مصر لديها عجز يصل إلى 10 آلاف سرير تتكلف 10 مليارات جنيه لا تستطيع الدولة تحمل تكلفتها بشكل منفرد، واعترف المصدر بوجود عجز كبير يهدد حياة الكثير من المرضى، مما يتسبب فى النقص الشديد للعناية المركزة فى مصر وعدم القدرة على تلبية متطلبات المرضى وارتفاع أسعار الخدمة بالمستشفيات الخاصة لتصل إلى 7 آلاف جنيه فى اليوم الواحد، وارتفاع نسبة الوفيات بين مرضى الطوارئ.
لم تكن حنان فى حاجة إلى هذا التقرير، فوالدها أحد ضحايا نقص غرف الرعاية المركزة فى المستشفيات الحكومية، لكنها لم تكن تدرك أن العجز يصل إلى هذه الدرجة، تصورت فى بداية مرض والدها «سكتة دماغية» - أنقذه منها الأطباء وأدت إلى غيبوبة استدعت نقله لغرفة رعاية مركزة - أن الأزمة فى الإمكانيات «يعنى اللى معاه فلوس المستشفيات الخاصة هيلاقى رعاية مركزة»، لكنها فوجئت أن العجز فى عدد الأسرة هو السر وراء ارتفاع تكلفة الخدمة فى المستشفيات الخاصة والتى تصل إلى 10 آلاف جنيه فى مستشفى خاص وافق على استقبال حالة والدها، لكنها رفضت نقله إليه لأن «العين بصيرة والإيد قصيرة».
مكث عبدالله محمود - والد حنان - أسبوعين فى غرفة الرعاية بأحد المستشفيات الحكومية، وخرج منها لأن «الحالة لا تتحسن وفيه مرضى تانيين محتاجين السرير» وكان خروجه من الرعاية بداية النهاية، فقط 48 ساعة وفارق الحياة متأثراً بغيبوبته العميقة، ومن وقتها وحنان لا تكف عن الدعاء «ربنا ما يحوجنا لمستشفيات وزارة الصحة ولا للرعاية المركزة».. حنان أكدت أن الإهمال كان ملازماً لوالدها فى تلك الغرفة التى يسمونها رعاية، وتقسم: كنت أدخل أشوفه من غير أى أقنعة ولا حاجة.. والدوا كنت باركبه له بنفسى.. ولو عايز تمريض لازم تدفع».
الدكتور صابر غنيم، وكيل وزارة الصحة للمؤسسات الطبية غير الحكومية والتراخيص، أكد أنه سيتم عقد اجتماع مع عدد من مديرى المستشفيات الخاصة عبر غرفة مقدمى الخدمة الصحية لوضع سعر موحد لإقامة المرضى بالعناية المركزة لعدم استغلال المرضى وتحميلهم تكاليف ضخمة يعجزون عن دفعها.