هلّ علينا عيد الأضحى المبارك بأيامه المباركة ونفحاته العطرة، وفيه نتقدم لكل المصريين بالتهانى والتمنيات الطيبة بكل الخير، وفى تلك الأيام المباركة نرفع إلى الله وحده أكف الضراعة بالدعاء أن يسبغ علينا جميعاً نعمة الأمن والسلامة، وأن يجبر كسر المأزومين، وأن يكتب لنا جميعاً فى المقبل من الأيام الرشد فى القول والهمة فى العمل، وأن يلهمنا صبراً نفرح من بعده بنعمة الفرج والبشر والمستقبل الواعد إن شاء الله تعالى.
وبمناسبة حديث المستقبل، لدينا فى مصر الآن لحظة نقف فيها على أعتاب صناعة هذا المستقبل القريب، ولا ينقصنا فيه الطموح أو الرغبة فى تجويد صناعته، ولا يمتلك أحد القدرة فى الحكم عليه سلباً أو إيجاباً، فكلاهما ملك يميننا بنسبته المتساوية، تلك الأعتاب التى نقف عندها تتمثل فى حكومة جديدة أدت اليمين الدستورية لها أمام السيد رئيس الجمهورية، ولأنى لست من أنصار تسميتها بحكومة تسيير الأعمال والنظر إلى فترة عملها حتى إتمام البرلمان، وكأنها مساحة مهدرة من الوقت نمتلك رفاهية التضحية بها أو الاستخفاف بقدرتنا على الإنجاز فيها، أرى أن نوجه لها كل التهانى بالتكليف وبمناسبة العيد ونكتب لها على كروت تلك المعايدة بعضاً من السطور بفرضية أن المقبل به مساحة من العمل والإنجاز وليس بتعبير التسيير الذى يوحى بالركود المرفوض.
رئاسة الوزراء: جميع من كان قريباً من ملفات البترول والطاقة، يتحدث عن رؤيتكم الخبيرة، وعن إدارة للتعقيدات بمهارة مسئول يمتلك حلولاً لأبواب مغلقة، وهو كل ما يحتاجه منصبكم الجديد فضلاً على الإصرار أمام هذا المغلق، حيث تململ الرأى العام من إحجام المسئولين عن اقتحام المزمن من المشاكل وكأنها القدر، ولدى سيادتكم كافة الصلاحيات وظهير شعبى هائل مستعد لكل الدعم بمجرد أن يلمح ضربة أول معول هدم لتلك الثوابت الموروثة.
وزارة الخارجية: الجهد الجاد المبذول من كتيبة الوزارة كافة رسخ قاعدة نجاح ستسجل باسم القائمين عليها بقيادة الوزير الناجح المحترم، قاعدة النجاح فى المناخ الدولى والإقليمى الصعب جعلكم نموذجاً تغار منه الملفات الداخلية، وأثبت أن النجاح ملك يمين المجتهد والمحترف والمهموم بالإنجاز، بيانات الوزارة تعليقاً على أحداث بعينها تصيغ سياسة مصرية ناضجة، ويبقى الحفاظ على النجاح بالمهمة الأصعب من تحقيقه، خاصة مع ملفات بحجم ليبيا وسوريا.
وزارة الرى والموارد المائية: أزمة سد النهضة رغم إدراك الجميع أنكم لستم كوزارة المكلفين الوحيدين بها، لكن سياسة الوزارة لم تستطع أن تضع خطورتها وتعقيداتها أمام الرأى العام، فقد بدأ المشهد غامضاً ويظل حتى اللحظة أكثر غموضاً، وإن كان مفهوماً إثيوبياً أن تراهن على استهلاك الوقت، فليس مفهوماً على الإطلاق أن يكون الاستهلاك هو السياسة الظاهرة من الوزارة المصرية للمتابعين غير المتخصصين، فالأخيرون يتحدثون عن كارثة ورصيد الخبرة المصرية الهائل فى المجال غائب بامتياز حتى عن تقديم المشورة.
وزارة التنمية المحلية: ليس مبالغة أن تلك الوزارة يمكن التأريخ لها بقبل تولى الوزير الجديد وما بعد توليه، فالوزير يمتلك من المهارات الإدارية والشخصية ما يمكنه من اقتحام بنك مشاكل مصر وهى المحليات والمحافظات، وهو أمام لوغاريتمات فساد وتردٍ برسوخ الأهرامات، الفوضى العارمة عنوان فادح يحتاج لجراح حاسم يفعل ويمارس صلاحياته ولا ينقص الوزير تلك الخصال، لديه 27 ملفاً متخماً لا بد له أن ينجز ولو أحدهم ليكون نموذجاً يُستنسخ فى الباقى حتى لا يضيع جهد ووقت الإمساك بهم جميعاً فى وقت واحد. وزارة السياحة: يذكرون للوزير الجديد أنه يمتلك القدرة على العمل فى أصعب المواقف، وأظنها الميزة التى أعادته للمنصب، لو تدفقت السياحة إلى مصر فى هذا التوقيت، فسيكون عنواناً واسعاً لنجاح متعدد الأطراف، وهى مهمة من المفترض أن يتشارك فى إنجازها شعب مصر بكامله، لكن بحكم المنصب، فقد فوضتكم مصر كوزارة للإنابة عنها فى تحقيق هذا الهدف.
ولم تنتهِ كروت المعايدة والتمنى بالخير، فبالبريد هناك مزيد.. حيث للحديث بقية.