سؤال: متى قامت ثورة 25 يناير؟.. الإجابة: قامت عندما وصل أفراد الشعب العادى إلى قمة الكراهية للنظام الحاكم، ووصل المنتفعون والمتحلقون حوله إلى قمة العجز فى الدفاع عنه. كره الشعب نظام «المخلوع» بسبب طول استخفافه بهم، وإرهاق معيشتهم، وعدم اكتراثه بكرامتهم. وعجز المتحمسون له عن الدفاع عنه بسبب فشله المستمر، وقصور أدائه الواضح، وسوء إدارته لثورة الشعب ضده. جاء -من بعد- نظام جديد: بحزب جديد، ورئيس جديد، ورئيس وزراء جديد، كله جديد فى جديد، وبعد أشهر معدودات من صعوده للحكم، بدأت تلوح فى الأفق إرهاصات ثورة جديدة؛ لأن الشعب وصل -بعد هذه المدة المحدودة- إلى قمة الكراهية للنظام، وأصبح المنتفعون به أعجز ما يكونون عن الدفاع عنه.
الإرهاصات واحدة والمشاهد متكررة. فى 25 يناير 2011 بدأ الشباب شرارة الثورة، ويوم 19 نوفمبر 2012 نزل الشباب إلى شارع محمد محمود ليطلقوا الشرارة وهم يحيون ذكرى واحدة من أبشع مذابح ثورة يناير. وكما انطلق الإعلام -فى يناير- يحذر من وجود بلطجية ومندسين ما بين الشباب المتظاهر، خرج إعلام «نوفمبر» يكرر الكلام نفسه، ويحدثنا عن تخريب المنشآت والعجلة إياها. كما تعاملت الشرطة بالقوة لمحاولة فض المتظاهرين فى يناير، تفعل الداخلية الآن مع شباب محمد محمود. كما ضرب المسئولون «الطناش» حول ما يحدث فى الشارع المصرى لعدة أيام خلال ثورة يناير، فعلها الورثة الجدد من المسئولين الإخوانيين.
ليس ذلك وفقط، بل يضاف إليه مشهد شديد الطرافة. فكما قام النظام فى يناير بإرسال رسائل للمواطنين عبر الموبايلات يحذرهم من تحرك قطع الأسطول الأمريكى فى البحر المتوسط نحو مصر، وتدفق جنود الجيش الإسرائيلى على الحدود مع مصر، فوجئنا يوم 19 نوفمبر بإشاعة تتحدث عن أن الجيش المصرى أعلن التعبئة العامة، ثم اتضح بعد ذلك أن «مرسى» فوّض وزير الدفاع فى إعلان التعبئة!! وأنت تعلم طبعاً أن التعبئة العامة تعنى أن تصبح كافة أجهزة الدولة تحت إمرة الجيش! كل هذا بهدف نقل إحساس للناس بوجود خطر، عشان الشباب «يتلم»، ويتنبه الأهالى فى البيوت ليمنعوا أبناءهم من النزول للتظاهر.
حتى الظهير الأمريكى لم يغب عن الصورة، فكما حاول أن يساند «مخلوع يناير» بكل الطرق الممكنة فى البداية، حتى فطن إلى أنه «هالك» لا محالة فباعه، نجد الإدارة الأمريكية تحاول إنقاذ النظام «الملخلخ» حالياً، من خلال الإعلان عن إبرام اتفاق الحصول على قرض الـ4.8 مليار جنيه (يوم 20 نوفمبر!). تماثل البدايات يؤدى فى الكثير من الأحوال إلى تشابه الخواتيم! تلك هى الحكمة التى تنطق بها ثورة «المخلوع» وثورة «الملخلخ»!