90 طبيباً يعتبرون حادث أسيوط «القشة التى قصمت ظهر البعير».. ويحولون شعار وزارة الصحة إلى «وزارة العلة»
عاصر مرض والده، فعز عليه وهو الطفل ابن الثامنة ألا يساعده، عقد النية أن يصبح طبيباً لينقذ كل من هم على شاكلة والده من البسطاء الذين يرميهم القدر فى طريق العلاج الحكومى، وبالفعل تخرج الطفل من طب المنصورة بتقدير امتياز، لكن حلمه لم يكتمل، اصطدم بواقع الطبيب المصرى الذى تحول من منقذ إلى متهم.
سيارة إسعاف تصل فى وقت متأخر لتنقل مريضة فى حالة خطرة، تزداد حالتها سوءًا.. المعدات فى حالة نقص ولا يوجد جهاز تنفس، تنتهى المأساة بالوفاة، تصل الجثة إلى المستشفى، يفاجأ الطبيب الشاب بأهل الضحية يحملونه مسئولية موتها، شجار واشتباكات تنتهى بسؤال «من يتحمل هذا الجرم؟».. «أحمد محسن محمد طه» 25 سنة طالب امتياز فى مستشفى طلخا الحكومى، لا يملك طه الإجابة، ولا يعلم على وجه الدقة هل هو المستشفى الذى لم يجهز سيارات الإسعاف أم وزارة الصحة التى عجزت عن سد احتياجات مستشفيات محافظات مصر كافة، أم الطبيب الذى تسلم الضحية متوفاة.
«أنا مش مستعد أقعد فى مستشفى مفهوش إمكانيات وأطفال ومرضى تموت قدام عينى ومفيش فى إيدى حاجة أعملها».. قالها بيأس لنفسه، تحامل على نفسه لكنه لم يستطع، لم يكن فى حسبانه أن الوضع بهذا السوء، لذا قرر و90 طبيباً آخر الاعتصام فى مبنى وزارة الصحة، تحت شعار واحد «الطبيب يثور لصحة المريض»، جمع طه ورفاقه أكثر من 3000 متضامن لإقامة اعتصامهم المفتوح فى 12 ظهراً يوم 27 نوفمبر -الثلاثاء المقبل- يرى طه فى حادث أسيوط «القشة التى قصمت ظهر البعير».. لذا لا تنازل عن تحقيق المطالب التى عدّدها الطبيب الشاب: «إقالة وزير الصحة ومستشاريه وعلى رأسهم عبدالحميد أباظة، وتأمين المستشفيات ورفع الميزانية بنسبة 15% على مدار الـ 3 سنوات المقبلة».. من أجل تحقيق الهدف قرر الأطباء الشباب تغيير شعار وزارة الصحة إلى «وزارة العلة» وطبعوا بوسترات ولافتات بالشعار الجديد قرروا تعليقها فى اعتصامهم.