بالفيديو| عاملو المدارس في إجازة الانتخابات.. "تنضيف وشيل كراسي وديسكات"
بالفيديو| عاملو المدارس في إجازة الانتخابات.. "تنضيف وشيل كراسي وديسكات"
عمال المدارس في أيام الانتخابات: "يا تعب ليلة العيد"
على خلاف غيرهم الذين نعموا بإجازة "نصف يوم عمل"، التي أعلنها وزير التربية والتعليم للمدارس المقام فيها لجانٍ انتخابية، كانوا يعملون بجدٍ وعلى قدمٍ وساق، لاستعدادات المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التي ستجرى داخل أسوار مدرستهم، فلم يطبق عليهم القرار.
فور خروج آخر طالب من باب مدرسة القومية بالعجوزة، أغلقها العاملون فيها، وبدأوا في إزالة المقاعد المدرسية وتهيئة عدد منها للمستشارين ومندوبي المرشحين والعاملين باللجنة العليا للانتخابات، وتحضير المنضدة التي ستحمل الصناديق الانتخابية، وتنظيف الفصول بعناية شديدة.
"في فرق كبير بين اليوم الدراسي العادي ويوم الانتخابات".. هكذا قال بسيوني عبدالمغني، مشرف أمن المدرسة، الذي خصص لنفسه زاوية صغيرة أمام الباب الخلفي للمدرسة، لينال فيه قسطًا من الراحة، ويترك به مقتنياته الخاصة من الصور التذكارية التي حرص على التقاطها مع الشخصيات البارزة التي زارت المدرسة، خصوصًا بعد أن دفعته طبيعة العمل أن يتغيب عن منزله لـ5 أيام متتالية بسبب إجراء الانتخابات البرلمانية.
لم يقتصر عمل بسيوني على الاهتمام بالمدرسة وأدواتها، ولكن اشتمل على متابعة ما يحتاجه المشرفون باللجان ومندوبو المرشحين وأفراد القوات المسلحة والشرطة بالمدرسة، وإرشاد المواطنين، ومساعدة العمال في إزالة المقاعد والمنضدات وتغيير الأقفال للأبواب التي سيوضع داخلها صناديق الاقتراع، قائلًا: "العمال بتتعب أوي في الأيام اللي زي دي، والعساكر كمان بيتعبوا معانا بصراحة".
"الهدوء والنظام وغياب المواطنين"، أهم ما شهده مشرف أمن المدرسة في هذه الانتخابات عن غيرها، فضلًا عن زيادة أعداد رجال القوات المسلحة والشرطة، لتأمين وتسهيل الاقتراع على المواطنين، قائلا: "الناس دي بتتعامل باحترام جدًا لخدمة الوطن وعندهم ضبط نفس مع أن في جماهير بتتعامل معاهم بفظاظة وأنا شوفت ده".
مهمة العاملين بالمدرسة لا تنتهي سوى بعد إتمام عملية الفرز، وتسليمها لهم لإعادة تنظيفها وإعادة المكاتب والمقاعد للفصول مرة أخرى، استعدادًا لاستقبال الطلاب في اليوم التالي.
"الحاجة فتحية".. على الرغم من كبر سنها إلا أنها لم تمل يومًا العمل في فترة الانتخابات، والتي تجدها جيدة ومختلفة بالنسبة لها، "أنا بحب الشغل وبحب أني أشوف الناس وهما جايين ينتخبوا"، وقالت إنها كانت ترغب بشدة في الإدلاء بصوتها إلا أن وجودها بالمدرسة يمنعها من ذلك، فضلًا عن أنها لم تجد من بين المرشحين شخصية تعرفها.
"آخر يوم قبل الانتخابات بنضف المدرسة تنضيفة جامدة، وبمسح الأرض، وأشيل الكراسي والديسكات".. بهذه الكلمات أوضحت السيدة الستينية عملها في المدرسة أثناء فترة الانتخابات، إلا أنها شاركت بسيوني في ملاحظته لهذا العام بغياب الناخبين، وخصوصًا الشباب، وسيطرة الهدوء على اللجان، مضيفة بابتسامة على وجهها تنم عن تعب وإرهاق "بس ده هيريحنا شوية في التنظيف مش هنتعب زي كل مرة".
"أنا بشوف الناس عايزة أيه وأساعدهم فيه، ولو في طلبات أطلع أجيبها من بره المدرسة أو أعمل الشاي والقهوة"، مهمة تولتها "الدادة أم محمود" داخل المدرسة القومية في فترة الانتخابات، وهو ما يجعلها تقيم داخل المدرسة في هذه الأثناء، وأشارت إلى أن طول ساعات العمل في الانتخابات مصدر لإسعادها، بسبب حسن تعامل وتعاون المستشارين داخل اللجان معها.