«جلال» 60 سنة انتخابات و«آخرتها نائب بيصقف»
«جلال» 60 سنة انتخابات و«آخرتها نائب بيصقف»
صورة أرشيفية
على مهل، وبهدوء شديد، اتخذ طريقه إلى لجنة الانتخابات، يحمل عصاه مرتدياً نظارته الشمسية، يعلم جيداً من سينتخب، لكنه فى الوقت نفسه لا يحمل الكثير من العواطف تجاهه، فلا هو من دراويش المؤيد ولا هو من المقاطعين، ناخب طبيعى نادر الوجود، هكذا هو الحال مع جلال الدين الهلباوى، موظف القطاع العام الذى خرج على المعاش قبل 15 عاماً، والذى لم يتوقف يوماً عن المشاركة فى الانتخابات البرلمانية منذ عام 1963 حتى الآن. مشاركة طويلة الأجل فى انتخابات لم يكن يكترث لها الكثيرون، لكنه يكترث كثيراً، حتى وإن كان الاختيار غير موفق «طول عمرى بانتخب فى البرلمان، عمال وموظفين وفلاحين، كتير منهم ماكانوش بيفكّوا الخط» على عكس الكثير من المتشائمين يرى جلال أن هذه الانتخابات من أفضل الانتخابات، مرشحين كتير جداً جداد وقدام، وكله واخد فرصته، ووقته وأكترهم متعلمين ومثقفين، ده غير الحصانة اللى مابقتش موجودة غير جوه المجلس، دى بقى أكبر ميزة للانتخابات السنة دى». صدرت البطاقة الانتخابية الأولى لجلال حين التحق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية، وبدأ استخدامها باعتبارها حقاً، صحيح أن عهد البطاقات الانتخابية قد مضى، وأصبح جلال يستخدم بطاقته الشخصية بسهولة، لكن التطور بالنسبة له لم يقف عند هذه الحدود.
يواظب على المشاركة لإيمانه بقيمة صوته
حضر «جلال» عهود حكم عدة بداية من الملك فاروق وانتهاءً بالرئيس السيسى، لم يشعر لحظة أن ثمة فرقاً بين مرشح وآخر «كلهم عينهم على الحصانة وكلهم بيقعدوا فى المجلس يصقفوا، ومحدش بيشوفهم غير فى الانتخابات اللى بعدها، مع ذلك كنا بننتخب برضه أهو واجب وبنؤديه» لا يملك فى ذاكرته موقفاً مميزاً لمرشح انتخبه، وشعر أنه كان صائباً «كلهم زى بعض، عمرى ما هانسى العضو اللى أذّن وسط الجلسة، شُفنا كتير وقليل ومع ذلك لسة عندى أمل فى اللى جاى، خصوصاً أن الانتخابات دى مختلفة بداية من الفحص الطبى، واستبعاد سيئى السمعة، آدينى انتخبت أما أشوف».