«البصارطة»: الأهالى يغسلون سمعتهم من الإرهاب بكثافة التصويت
«البصارطة»: الأهالى يغسلون سمعتهم من الإرهاب بكثافة التصويت
إقبال الأهالى على الانتخابات فى قرية البصارطة أمس الأول
على مقربة من المقر الانتخابى بمدرسة الشهيد رضوان، بقرية البصارطة، وقف صبحى الفار، مدرس، يتابع المصوتين المقبلين على اللجنة، منفرج الأسارير، وابتسامة تعلو وجهه مع كل مصوت يخرج ويظهر فى أصبعه الحبر الفسفورى، يقبله ويبارك خطواته، ويقول: «خير إن شاء الله، بكرة الخير كله ييجى للقرية لما الحكومة تعرف إن كل العدد ده صوَّت من البصارطة»، فالرجل الأربعينى يأمل أن يكون الإقبال على التصويت فى اللجان سبباً فى تحسين صورة القرية التى لا يمر يوم وآخر حتى تشهد مظاهرات لأنصار جماعة الإخوان واشتباكات طاحنة مع قوات الأمن.
«كرداسة الثانية»، هكذا يسمون قرية البصارطة، التى تقع على بعد 15 كيلومتراً من مدينة دمياط، وتعد أحد أهم معاقل الإخوان فى المحافظة، ولكن أهلها ضاقوا ذرعاً من السمعة السيئة التى تطال أهل القرية، وتلاحقهم أينما كانوا حسب رواية «الفار» لـ«الوطن»، الذى يشير إلى عساكر الجيش والشرطة الذين يعتلون المساجد والمنازل من حوله، ويقول إن القرية تحولت لثكنة عسكرية خلال الانتخابات، لحماية اللجان خلال التصويت، فى مشهد لن تجده إلا فى البصارطة وحدها، و«الأهالى يرفضون دعوات الإخوان بالمقاطعة، ويطالبون بعدم تدميرها بذنبهم». وكانت قرية البصارطة قد شهدت أحداث عنف دامية بين قوات الأمن والإخوان وتسببت فى غلق ما يزيد على أربعين بالمائة من ورش النجارة وقطع الطرق، وعجز المواطنين عن الخروج من منازلهم بعد قيام عناصر الإخوان بقتل عدد من أفراد الشرطة والشروع فى قتل مواطنين، وهو ما ردت عليه قوات الأمن بقتل ثلاثة من كوادر الإخوان الشبابية.
«الفار»: الإخوان بوَّظوا سمعة القرية ودمروا التجارة.. والناس رفضت دعوتهم للمقاطعة ومحدش بقى بيتعاطف معاهم
على مبعدة من اللجنة الانتخابية، يظهر مقهى صغير، يصدر صخباً شديداً، هو مركز لتجمع أهالى القرية، وهناك يجلس «عبده العطوى» تاجر أثاث، يحتسى كوباً من الشاى، قائلاً «كثافة التصويت التى شهدتها لجان القرية ما هى إلا محاولة حثيثة وجادة من أهالى القرية لتحسين صورتها وغسل سمعتهم من الإرهاب، فالإخوان «بوَّظوا سمعة القرية ودمروا التجارة فيها»، مشيراً إلى فشل الإخوان وحملاتهم للمقاطعة: «الناس خلاص فهمتهم كويس ومحدش بقى بيتعاطف معاهم».
محمد السيد سالم، محامٍ، يقول لـ«الوطن» إنه رغم دعوات المقاطعة التى أطلقها عناصر الجماعة فإنهم لم يستمعوا لكل تلك المحاولات، مشيراً إلى أن خروجه للمشاركة فى العملية الانتخابية للعمل على الإصلاح التشريعى لتتقدم الدولة، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة مرشحين من أبناء قرية البصارطة، وأن نسبة لا بأس بها ممن صوتوا فى الانتخابات أعطوا أصواتهم لأبناء قريتهم أملاً فى تحسين أوضاع القرية.