عم «جميل» والحاج «أحمد»: انتخابات «مصر الحلوة» فى شبرا
عم «جميل» والحاج «أحمد»: انتخابات «مصر الحلوة» فى شبرا
جميل قديس
مظاهر سلبية عديدة شابت الانتخابات البرلمانية الحالية، إلا أن مظاهر أخرى كانت باعثة على التفاؤل والأمل، أهمها انتهاء المناخ الطائفى الذى سيطر على استحقاقات انتخابية فى أوقات ماضية، لا سيما فى معارك البرلمان، «جميل قديس توفيق»، وصديقه «أحمد صالح»، مسيحى ومسلم، صديقان طوال عمرهما فى منطقة شبرا، قررا أن يتفقا على مرشحين اثنين لانتخابهما، أحدهما مسلم والآخر مسيحى، الصورة التى يعيشانها معاً فى حب وسلام على أرض الواقع، يريدان لها أن تنتقل لأول مجلس نواب بعد ثورة 30 يونيو.
«الهلال مع الصليب» حقيقة مش شعارات
«اختار زى ما انت عايز بس شرط مسلم ومسيحى يكونوا إيد واحدة جوه البرلمان»، يقول عم «جميل» الرجل الذى أصيب فى كتفه خلال حرب 73، أثناء تأدية واجبه ضمن القوات الجوية، ويعمل حالياً بمجال السياحة، ويضيف: «قررت أنا وصديقى أحمد، ندعو الناس لنفس موقفنا، لكن ما أجبرتش حد أنه يختار فلان أو علان، كل واحد عنده رؤيته وقراره»، يوضح أن علاقته ببعض المسلمين أقوى عشرة أضعاف من علاقته مع كثير من أبناء ديانته: «الحكاية مش دين، على قد ماهى معاملة وأخلاق وحب، وفى الآخر كلنا مصريين».
يتمنى أن يكون ذلك البرلمان يستحق ثقته هو والشعب المصرى، حسب وصفه «نفسى النواب يراعوا ربنا فى الشعب ويستعجلوا البنود ويخلصوها بسرعة علشان استقرار البلد». وأيضاً مجال السياحة الذى بدأ العمل فيه مع عائلته بعد خروجه من الخدمة العسكرية وحتى الآن، وتابع فى تفاؤل «ولا مليون حادثة طيارة ولا حد يقدر يمنع السياح عن مصر وهنرجع لمكانتنا واقتصادنا»، الأمر نفسه يؤكده صديقه «أحمد صالح» الذى تربى معه، وعاشا سوياً سنوات طويلة كجيران وأصدقاء، ويقول الرجل الخمسينى «اتفقنا أن إحنا ندّى مرشح مسلم وآخر مسيحى علشان يبقى فيه عدالة فى الاختيار»، لم يتوقع «عم أحمد» حجم الإقبال الأخير على الانتخابات البرلمانية خاصة فى المرحلة الثانية، حسب وصفه «الحمد لله المشاركة كانت جيدة جداً، ولقيت الصندوق مليان، وكفايا إننا مسلم ومسيحى إيد واحدة وعايزين ننقل بشرة الخير دى للبرلمان».