«الوطن» مع أفراد الأمن المركزى ضحايا مصادمات السويس
يعيش ضباط وأفراد الأمن فى محافظة السويس حالة من الإحباط، بعد تعرض عدد كبير منهم للإصابة بجروح قطعية وحروق نافذة، أثناء تأمينهم للمظاهرات التى اندلعت فى المحافظة يوم الجمعة الماضى، وقادها عدد من ممثلى الأحزاب المدنية، ضد الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره الرئيس محمد مرسى، بعدما اتجه المتظاهرون إلى مقر حزب «الحرية والعدالة» لحرقه، والاشتباك مع أعضائه، ما دفع قوات الأمن للنزول بكثافة ومحاصرة مقر الجماعة للفصل بين الطرفين، الأمر الذى تسبب فى إصابة 24 مجنداً و3 ضباط من مديرية أمن السويس، حسبما قال مصدر أمنى.
وقال النقيب شريف أحمد محمود، ضابط بمديرية أمن السويس: «تلقينا تعليمات بالنزول للفصل بين المتظاهرين وأعضاء حزب الحرية والعدالة، بعد ورود معلومات تفيد توجه أعداد كبيرة لمقر الحزب لحرقه، وبالفعل تمكنا من الفصل بينهم دون أن نلجأ لاستخدام العنف، وفى الساعة 11 مساء تلقيت حجراً على رأسى لم أعلم مصدره، وأُصبت بجرح قطعى»، وأضاف: «المظاهرة ضمت عدداً كبيراً من البلطجية، الذين لا يوجد لديهم سبب حقيقى للتظاهر، ومش عارفين هما نازلين ليه، ورغم ذلك نزلنا لعقليتهم وتعاملنا معهم بنفس طريقتهم، دون أن نلجأ للعنف، رغم محاولة المتظاهرين إدخالنا كطرف فى الأزمة». وطالب النقيب شريف بتوفير الحماية القانونية لضباط وأفراد الشرطة، لكى يتمكنوا من تأدية عملهم دون قيود «لأنه مش من الطبيعى أكون نازل أؤدى واجبى وفجأة ألاقى نفسى محبوس».[Image_2]
فى العيادة الطبية بمركز تدريب قوات أمن السويس، رقد عشرات المصابين من أفراد الأمن، الذين تعرضوا لإصابات نافذة أثناء المظاهرات.. حمادة جلال حماد، مجند، 21 سنة، أصيب بكسر فى كتفه اليمنى، ورغم ذلك رفض ترك زملائه وسط الاشتباكات، مبرراً ذلك بقوله «لأننا زمايل وجايين مع بعض، وبعدين كنت خايف عليهم ليموتوا، لأن الضرب كان من كل اتجاه».
أما المجند مصطفى جابر، فأصيب بكسر فى أصابع يده اليمنى، جعله لا يقوى على حمل أدوات الحماية، ثم فوجئ بأحد المتظاهرين يضربه بمطواة فى ساقه اليمنى، سقط بعدها مغشياً عليه، يقول مصطفى: «أنا أول مرة أشارك فى فض مظاهرات، وماكنتش عارف أعمل إيه، بصراحة كنت قلقان أوى، فرد الأمن ليس له ذنب يستوجب تعمد الطرفين إصابته، لأننا فى النهاية جئنا إلى هنا لتأدية واجبنا الوطنى، وسايبين ورانا عيالنا وبيوتنا».
عدم رغبة أفراد الأمن المصابين فى وصول خبر إصابتهم إلى أسرهم فى المحافظات، اضطرهم لتلقى العلاج فى العيادة الطبية بمركز التدريب، وتأجيل الحصول على الإجازات، حتى تمام شفائهم، ويبرر المجند سيد نور شعبان الأمر قائلاً: «لأن أبهاتنا مش معاها تمن تذكرة القطر، لذلك فضلنا التأكيد على سلامتنا فى محادثتهم تليفونياً، ومع ذلك همّ حاسين إننا جرالنا حاجة». ويضيف: «الطوب والمولوتوف كانوا بيطيروا حوالينا من كل ناحية، وفوجئت باشتعال النار فى جسدى بعد قيام أحد المتظاهرين بقذفى بزجاجة مولوتوف، ثم أصبت بحجارة ألقاها أحد شباب الإخوان بشكل عشوائى على المتظاهرين، نتج عنها كسر فى ركبتى اليمنى، هما بيتخانقوا مع بعض على حاجات فى السياسة واحنا نتعور ونتبهدل». ورغم إصابته البالغة التى تجعله لا يقوى على الوقوف على قدميه، يرى أنه نجا هو وزملاؤه من موت محقق، «اللى شفناه اليوم ده محدش شافه».
ويلتقط المجند أحمد رمضان، 21 سنة، طرف الحديث، ليؤكد أن الجنود لم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، الأمر الذى عرضه للإصابة بكسر فى ساقه اليمنى وحرق فى يده اليسرى: «ماكنتش عارف أحمى نفسى، علشان الطوب والمولوتوف كان جاى من كل ناحية».