ملابس تفصيل على رصيف الغلابة: «الحتة بنص جنيه.. واللى ما يشترى يستعجب»
ملابس تفصيل على رصيف الغلابة: «الحتة بنص جنيه.. واللى ما يشترى يستعجب»
سنية وفاطمة تبيعان ملابس تفصيل للغلابة
تعاطفهما مع الغلابة ربما يرجع لكونهما جزءاً منهم، تنكبان طوال ساعات الليل على أمتار الأقمشة التى بحوزتهما، وتحيكانها لتتحول إلى قطع جميلة لا تساوى مطلقاً السعر المتواضع الذى تباع به. «تعالوا البسوا.. الحتة بنص جنيه بس»، هكذا تنادى «سنية» على الزبائن، وهى تجلس مع ابنتها «فاطمة» على رصيف بمنطقة المرج، ومن حولهما يحتشد الزبائن غير مصدقين للسعر المذكور. السيدتان اللتان ذاع صيتهما من فرط عمل الخير رغم ضيق ذات اليد، تسعدان بالدعوات من الغلابة وهم يتخطفون البضاعة المتناثرة على الرصيف.
«ربنا يخليكم لينا انتم اللى بتفرحونا»، تقولها سيدة مسنة أثناء بحثها عن قطعة ملابس تناسب حفيدتها ذات الـ5 أعوام، فتقاطعها «سنية» بقولها: «ادعى لبنتى العيانة»، حيث تعانى «فاطمة» وزوجها من مرض بالكبد، وتنفق عليهما «سنية»، من خلال حياكة الملابس وهندمتها بمقاسات وتصميمات مختلفة لبيعها فى السوق للغلابة بأسعار منخفضة للغاية.
الثلاثاء من كل أسبوع بات بمثابة العيد لأهالى المرج، حيث يجدون كسوتهم فى هبات «فاطمة» وأمها «سنية»: «الهدوم بتيجى لنا من فاعل خير فى هيئة قماش، واحنا بنفصلها»، تقولها الأم، موضحة أن أكبر هامش ربح تحصل عليه فى اليوم هو 20 جنيهاً، ولا يسمح لها طبعاً بالإنفاق على أسرتها. «الصحة والستر»، أهم كثيراً من المال بالنسبة لـ«سنية وفاطمة»، ومن أجلهما تحاولان مساعدة فقراء المرج وإسعادهما، خاصةً أن حالهما لا يختلف كثيراً عنهم: «الناس فى المرج مش عارفين ياكلوا ولا يشربوا.. هيشتروا هدوم للعيال منين؟ كلنا على باب الله».