«براون»: مبدأ «أعمال السيادة» يستخدمه الحكام المستبدون
اعتبر الخبير الأمريكى المتخصص فى النظم القانونية، ناثان براون، أن كلمة «أعمال السيادة» التى استند إليها الرئيس محمد مرسى فى تحصين قراراته الأخيرة ضد أحكام القضاء، غير قانونية وغير مألوفة فى دساتير العالم، مضيفاً أن هذا المبدأ استخدمه الحكام المستبدون فى الماضى لتمرير قرارت يرغبون فيها، وأن القضاة المصريين يشعرون بالخجل من وجوده.
وقال «براون» فى مقاله بموقع «ذى أربيست»: «إن فهم أعمال السيادة عسير على أى قانونى أجنبى غير متمرس فى دراسة تفاصيل الدستور المصرى فى منتصف القرن العشرين، والدستور الفرنسى فى القرن التاسع عشر»، موضحاً أن هذا المبدأ استخدمه الحكام المستبدون فى الماضى لتمرير قرارت يرغبون فيها.
وأضاف الخبير الأمريكى أن القضاة المصريين يشعرون بالخجل من وجود مبدأ «أعمال السيادة»، وأن المحكمة الدستورية حاولت التخلص منه فى الثمانينات والتسعينات، محاولين تبنى المفهوم الأمريكى البديل الذى يعزف بموجبه القضاة عن النظر فى بعض القضايا السياسية التى يكون من الأنسب تركها لرجال السياسة بعيداً عن قاعات المحاكم.
وتابع «براون» أن هذا المبدأ الدستورى المبهم ظهر مرة أخرى بعد اندلاع ثورة يناير، وكان حجر الزاوية فى الجدل القائم الآن الخاص بحق القضاء فى حل الجمعية التأسيسة، قائلاً: «يبدو أن مجلس القضاء الأعلى يسلم بحق الرئيس وسلطته فى الاعتماد على هذا المبدأ - الذى يعنى حق الرئيس فى إصدار قوانين لا يحق للسلطة القضائية الطعن عليها عند إصداره إعلاناً دستورياً، لكن ليس بالشكل الذى حدث».
وأكد «براون» أن مبدأ «أعمال السيادة» ليس الوحيد الغامض فى الصراع السياسى فى مصر، فكلمة «أحكام الشريعة»، وغيرها تتسم بالغموض حتى على رجال القانون المصريين والأجانب.
وأوضح خبير النظم القانونية أن الصراع على السلطة فى مصر اتخذ صبغة قانونية بشكل لافت، وتركز جزء منه على غموض التعبيرات القانونية فى بلد أثبت فيه القضاة والقانونيون أنهم أكثر نفوذاً وقوة من ضباط الجيش الذين تخلص منهم الرئيس مرسى بسهولة.
واختتم «براون» مقاله قائلاً: «إذا لم يكن ما قاله قد أوضح الغموض الذى يحيط بمبدأ «أعمال السيادة» المبهم، فالعيب ليس فيه وإنما فى القاعدة الدستورية نفسها»، مؤكداً أنه إذا نجح الفرقاء المصريون فى التوصل لحل وسط لفهم هذا المبدأ الغامض سيكون مفاده، «دعنا نحل المشكلة من خلال قواعد قانونية غامضة لننتقل إلى مشكلة جديدة قد تنجم عن هذا الغموض مستقبلاً».