حصوات الكلى والمسالك البولية
د. خالد الجمل
أستاذ جراحة الكلى والمسالك البولية
يتكون الجهاز البولى من كليتين، يمنى ويسرى، وحالبين يصلان بين الكلية والمثانة ثم مجرى البول وتتكون الكلية من جزأين، الأول هو النسيج الكلوى وهو الفلتر الذى يتم من خلاله تنقية الدم من الشوائب التى تخرج فى هيئة بول. الجزء الثانى هو مجرى البول داخل الكلية ويتكون من حوض الكلية أو الجزء المركزى وكأسات الكلية الجانبية. يمكن أن تتكون الحصوات فى أى جزء من الجهاز البولى، بداية من الكلية ومروراً بالحالب ونهاية بالمثانة ومجرى البول. تختلف أعراض الحصوة باختلاف مكانها فحصوة الكلى وأعلى الحالب تسبب آلاما حادة على الجانبين الأيمن أو الأيسر من الخلف، وتصل هذه الآلام إلى الجهاز التناسلى، بالإضافة إلى الإحساس المستمر بالقىء. أما حصوة أسفل الحالب فتسبب آلاما حادة عند التبول وكثرة عدد مرات التبول ووجود دم فى البول أحياناً، بالإضافة إلى ألم بالجانب من الخلف أيضا فى حالة الانسداد الكامل للحالب بالحصوة. بالنسبة لحصوة المثانة غالباً ما تتكون نتيجة زيادة كمية البول المتبقية فى المثانة بعد التبول نتيجة انسداد مجرى البول أو نتيجة تضخم فى البروستاتا أو نتيجة ضيق فى عنق المثانة أو ضيق فى مجرى البول. أيضاً المثانة العصبية، خاصة المثانة المترهلة غير القادرة على ضخ البول، غالبا ما تصاب بحصوة فى المثانة نتيجة زيادة كمية البول المتبقى فى المثانة بعد التبول.. وتؤدى حصوة المثانة إلى آلام حادة عند التبول وكثرة عدد مرات التبول. وأحياناً عدم القدرة على التحكم فى البول والإحساس بالرغبة فى التبول ووجود دم فى البول وتقطع فى التبول.
بالنسبة لحصوة مجرى البول فإن انسداد البول أو احتباس البول الكامل هما أهم أعراضها، بالإضافة إلى الآلام الشديدة عند التبول، ويمكن أن تحس بهذه الحصوة إذا كانت فى مجرى البول الأمامى. علاج حصوات الكلى والجهاز البولى يمكن أن يكون جراحيا أو طبيا، ويتوقف هذا على حجم الحصوة؛ فإذا كانت هذه الحصوة 5 مم أو أقل يمكن علاجها عن طريق العلاج الطبى مثل الفوار وموسعات الحالب، بالإضافة إلى شرب السوائل بكثرة، خاصة الماء. العلاج الطبى له دور آخر فى علاج الحصوات فى حالة حصوات اليوريك أسيد أو حمض البوليك، وهى تشكل حوالى 20% من حصوات الجهاز البولى، وتتميز هذه الحصوة بأنها قابلة للذوبان إذا تغير البول إلى الوسط القاعدى عن طريق نوع معين من الفوار.
العلاج الجراحى للحصوات يتم إما عن طريق المنظار، ويشكل حوالى 90% من الجراحات، وإما بالفتح الجراحى، ويشكل 10% فقط ويقتصر دور الفتح الجراحى فى الوقت الحالى على استخراج حصوة الكلية المتشعبة فى حوض الكلية وأكياسها الجانبية أو استخراج حصوة الكلية المصاحبة كعيب خلقى فى الكلية ويتم إصلاح هذا العيب جراحياً.
وتشمل مناظير المسالك ثلاثة أنواع رئيسية، هى: منظار الكلية، ويتم عن طريق استخراج حصوة الكلية، إما عن طريق استخراجها مباشرة كقطعة واحدة إذا كانت صغيرة وإما تفتيتها من خلال المنظار باستخدام الليزر أو الموجات الصوتية أو ماكينة الدريل، ثم استخراج الحصوات المفتتة عن طريق جفت الحصوة. منظار الحالب هو النوع الثانى من مناظير المسالك ويتم عن طريقه استخراج حصوات الجزء الأسفل من الحالب إما باستخدام جفت الحصوة وإما باستخدام ما يسمى «الدورميا باسكت» أو «سلة الدورميا» إما مرة واحدة وإما بعد تفتيتها كما فى حصوات الكلى.
يتم استخراج حصوة المثانة عن طريق استخدام منظار المثانة وغالبا ما يتم تفتيتها أولاً بإحدى الطرق المذكورة سابقاً وغالبا ما تكون حصوة المثانة نتيجة تضخم فى البروستاتا أو ضيق فى مجرى البول كما أشرنا من قبل وفى هذه الحالة يتم استئصال البروستاتا أو إصلاح ضيق مجرى البول عن طريق المنظار بعد استخراج الحصوة.
تفتيت الحصوات بالموجات التصادمية يعد من أكثر الطرق العلاجية غير الجراحية انتشاراً، ولضمان النتيجة لا بد من التدقيق فى اختيار الحصوة التى تصلح للتفتيت والحصوة المثالية للتفتيت لا يزيد قطرها على 2 سم فى الكلية أو الجزء الأعلى من الحالب، أما الجزء الأسفل من الحالب فلا ينصح فيه بالتفتيت ولا بد أن يكون مسار البول من أسفل الحصوة حتى مجرى البول سليما ولا يوجد به أى انسداد حتى لا تتراكم حبيبات الحصوة المفتتة على هذا الانسداد.
يتضح مما سبق أهمية دور الفحوصات، خاصة الأشعة، فى تشخيص عدد ومكان وحجم الحصوة وعلاقتها بالكلية والجهاز البولى ومدى تأثير الحصوة عليهما، وبالتالى اختيار الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذه الحصوة، مما يزيد من فرص النجاح فى التخلص منها.