كنت أظن، وبعض الظن ليس إثماً، أن الوزير -أى وزير- لا بد أن يكون حريصاً كل الحرص على اسمه وسمعته من أن ينالهما أى شائبة من أى نوع، لكن وبحكم المهنة والاحتكاك اليومى من خلال ما أطالعه فى الصحف وكل وسائل الإعلام وكذلك من خلال الموضوعات والملفات التى أتناولها فى برنامجى اليومى، وجدت وشاهدت العجب -كل العجب- فالوزير من هؤلاء يتهم فى سمعته وأخلاقياته وتكون إجاباته هى «الصمت»، وعندما ترتفع حدة الاتهامات على معالى السيد الوزير ينظر إلينا فى بلاهة شديدة ويستمر «صامتاً». لأول وهلة ظننت أن معالى الوزير «فاصل شحن»، بيد أنه يحتاج إلى أن يسرى التيار فى أوصاله حتى يتحول «الصمت» إلى «صوت».. إلى حركة.. إلى تفاعل، هذا التيار ظننت -خطأ- أن الإعلام يمكن أن يساهم فى سرعة اكتشافه ومن ثم سريانه فى الجسد الذى لا يتحرك، لكن خابت ظنونى فالإعلام يقول ويسأل ويتساءل ويشير ويلمح ثم يصرح ولا حياة لمن تنادى، إنها جزر منعزلة يا صديقى، وكأن الوزير قد استشار فأشار عليه أهل الحل والعقد من السادة المستشارين بأن المقال أو التحقيق سواء كان صحفياً أو تليفزيونياً لا يجب أن يقف عنده معالى الوزير كثيراً، فالرد قد يفتح أبواب جهنم على معالى الوزير من الإعلاميين الذين يملكون معلومات وحقائق تؤكد صحة ما نشروه وما أذاعوه فى أغلب الأحيان، لذلك يقرر هؤلاء الوزراء ومستشاروهم أن «الصمت» هو خير الردود وأبلغها تأثيراً، فالمواطن فى نظر هؤلاء صاحب «ذاكرة ضعيفة» فهو يعيش وسط حزمة من المتناقضات تجعله يعيش دقيقة بدقيقة ولا يستطيع أن ينظر بعيداً عن موضع أقدامه، لقد ترددت اتهامات واضحة ومن خلال وقائع محددة حول وزير الصحة ومن خلال مقال للأستاذ جلال عارف فى جريدة الأخبار، حيث أوضح «عارف» أن هناك ما يسىء للوزير، وطالب «عارف» الوزير بالرد العاجل والسريع درءاً للمفاسد وقطعاً لألسنة الشائعات، لكن المقال والتعليق على المقال فى البرامج التليفزيونية لم يدفعا الوزير إلى الاهتمام والرد بالنفى أو التوضيح لكن الوزير «ودن من طين وودن من طين أيضاً»، وحتى لحظة كتابة هذه السطور لم يرد الوزير. أظن أنه لن يرد محتمياً بأمور كثيرة لم ولن تدوم طويلاً!
وزير آخر هو وزير التموين خالد حنفى طاله أيضاً اتهام أراه فى غاية الخطورة والحساسية، فبحسب ما ورد على لسان رئيس شركة السكر فى حواره مع جريدة «الوطن» يوم 16/12 من أن الوزير «يضلل الرئيس» ويخدم مصالح 5 شركات خاصة فكنت أتوقع أن تنقلب الدنيا رأساً على عقب وكنت أظن أن خالد حنفى سيخرج علينا بردود نارية تبرئ ساحته من هذه الاتهامات الخطيرة، لكن أيضاً وحتى كتابة هذه السطور لم أرَ أو أسمع أو أشاهد شيئاً من هذا كله، إيه الحكاية يا ناس.. يا عالم ياهوووه.. حد يتكلم.. حد يقول حاجة.. أى حاجة!!
يبدو أن معالى الوزير «فاصل شحن».
فاصل ونعود.