خمس كلمات تلخص الحوار الذى أجراه التليفزيون المصرى مع الرئيس «مرسى» هى: «استهانة»، و«استغباء»، و«الليل وآخره» و«الاستغفال»، و«البطيخة الصيفى».
1- «الاستهانة».. تلخص رسالة موجهة من الرئيس مرسى إلى معارضى الإعلان الدستورى الأخير. يقول فيها: «أنا مبسوط منكم جداً، وسعيد للغاية بالمشهد داخل الميدان».. يعنى الرئيس يريد أن يقول لك: معارضة إيه؟ دول حبايبى.. وإذا كان المؤيدون لى «واخدين البطين الأيمن فالمعارضين متربعين فى البطين الأيسر».. إنهم أصحاب الحتة الشمال.. ولا يهمك!
2- «الاستغباء».. وهى ملخص رسالة موجهة إلى جموع الشعب المصرى، يقول فيها: «أنتم تعلمون المشكلات التى تراكمت فى هذا البلد خلال الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية، وتدركون حجم الفساد الذى يسود حياتنا، وتعرفون أن هناك مؤامرات خارجية يسير وراءها بعض من هم بالداخل للإضرار بهذا البلد.. إننى أصل الليل بالنهار حتى تقف مؤسسات الدولة على قدميها».. نوّرت العدالة، الشعب يعلم هذا قبل أن يولد الرئيس، المشكلة فى الرئيس نفسه الذى فوجئ بذلك، وبعدين إيه حكاية وصل الليل بالنهار؟ طيب ما تنام يا ريس بس حل المشاكل؛ لأن المشاكل زادت خلال الأشهر الخمسة الماضية اللى «طبقت» فيها!
3- «الليل وآخره».. رسالة وجهها الرئيس إلى المتظاهرين، حين قال: «التظاهر حق مكفول، لكننى أدعوكم إلى الذهاب إلى العمل والإنتاج بالنهار، والذهاب للمظاهرات بالليل». كلام لطيف، لكن الرئيس نسى أن يحدد جدول أعمال المواطن العاطل (الفاضى) ليل ونهار، ومؤكد أنه يعلم أن عدد العاطلين فى مصر يبلغ 7 ملايين بنى آدم، لم يفدنا الرئيس هل من حق هؤلاء أن يتظاهروا على مدار اليوم، أم من الأبلغ أن يقضوا ساعات النهار على «القهاوى» والليل فى المظاهرات أو العكس!
4- «الاستغفال».. رسالة موجهة من الرئيس مرسى إلى القضاء ويذكر فيها: «القضاء مؤسسة مستقلة.. أنا أحترم القضاء والقضاة، وأحترم القانون، ودولة القانون.. وأعلم أن القضاة يقومون بدورهم.. وإذا لم أحترم القانون والدستور حاسبونى».. هذا كلام يستهدف «استغفال» القضاة الذين أوقفوا الآن العمل بالمحاكم، ويرون أنه خرق الدستور ودولة القانون بإعلانه الدستورى.
5- البطيخة الصيفى.. وهى رسالة وجهها الرئيس إلى الجميع، مؤيدين ومعارضين، يقول فيها: «الإعلان الدستورى مؤقت، وسوف يتم إلغاؤه بمجرد الاستفتاء على الدستور»، يعنى الأمر لن يستغرق أكثر من أسابيع معدودة، ويدل ذلك على أن هناك «بطيخة صيفى» ترعى فى عقول الكثيرين تبرد جوفهم من القلق على التصويت على الدستور، فـ«نعم» سوف تكون الحاكمة. وهو أمر طبيعى؛ لأن المواطن سوف يكون مطالَباً -وهو يصوت- بالتعليم على إحدى دائرتين: «مسلم» (يعنى نعم)، و«كافر» (يعنى لا)!