والدة «خالد»: «ابنى مات بإيدى لما خليته يشتغل وهو ماكملش 16 سنة»
والدة «خالد»: «ابنى مات بإيدى لما خليته يشتغل وهو ماكملش 16 سنة»
والدة الضحية «خالد» أثناء حديثها مع محررة «الوطن»
فى بيت فقير إضاءته خافتة، تجلس إيمان جمعة، سيدة أربعينية، يغلف الحزن ملامحها، أمامها على جدار المنزل تستقر صورة ابنها الذى فقدته فى ظروف أليمة، خالد على سليمان، طفل لم يتجاوز الـ16 من عمره، مضى فى رحلة عمل شاقة من أجل توفير لقمة العيش، وعاد لأمه جثة هامدة.
«السمسار» جابه على هنا من غير ما يوديه المستشفى علشان ما يتشرحش فى الطب الشرعى
تقول إيمان: «ابنى رجع لى ميت بعد أسبوع شغل فى شركة الكهربا فى الشرقية»، وتضيف أن زوجها على سليمان، الذى يبلغ من العمر 64 سنة، يعانى من آلام حادة فى العمود الفقرى، وبالرغم من ذلك يتحامل على نفسه، ويخرج للعمل فى أحد المزارع باليومية، مؤكدة أنه يعمل أياماً قليلة كل شهر، ثم يضطر للبقاء فى المنزل بسبب مرضه.
وتضيف إيمان قائلة، إن خالد ابنها الأكبر دفعته الظروف للخروج للعمل، فى هذه السن الصغيرة، حيث رجت أحد السماسرة ليأخذه للعمل معه فى شركة الكهرباء للتوزيع، فى محافظة الشرقية، وكانت يوميته لا تتجاوز الـ20 جنيهاً، وذلك فى صيف عام 2004، وبالرغم من أن السمسار رفض فى البدء، نظراً لصغر سن خالد، ولكنها أصرت على اصطحابه لابنها.
%46 نسبة النساء المعيلات فى الفيوم وفقاً لدراسة أعدتها جمعية النهوض بالمرأة.
وتقول إيمان: «فات أسبوع، والتانى سمعت خبر ابنى وإنه وقع ميت بعد صعق بالكهربا»، وتضيف قائلة، إن السمسار لم يتوجه به إلى المستشفى بعدما تأكد من وفاة ابنها، وبرر لها ذلك بأنه أشفق على جثة ابنها من التعرض للتشريح فى الطب الشرعى، قائلة: «أنا قلت كده أحسن ما ياخدوا جثة ابنى فى المشرحة وياخدوا منها حاجات».
تقول إيمان إنها تتذكر يوم وفاة ابنها جيداً، ورغم أنه مر عليه أكثر من 10 سنوات، وذلك فى 4 يوليو 2004، وحتى اليوم لم تحصل على أى تعويض أو معاش من الشركة التى مات ابنها وهو يقوم بعمله فيها، وتضيف: «أنا عارفة إن الموت قضاء وقدر من عند الله، ولكن عندى مسئولية أولاد تانية عايزة أربيهم»، مضيفة أن المحامى الموكل بالقضية، طالبها بدفع أجر له، كما اشترط أن يحصل على ثلث التعويض، بمجرد ما تقوم الشركة بدفعه.
وتكمل إيمان، قائلة إنها أم لـ4 أولاد آخرين، منهم فتاتان، قامت بتجهيزهما وتزويجهما، وتبقى لها ولدان ما زالا يدرسان، دبلوم تجارة، أكبرهما أحمد، الذى رفضت عمله فى شركة الكهربا باليومية، بينما يوفر مصاريف دراسته من خلال العمل فى إحدى ورش النجارة، تصف الأم عودة ابنها كل يوم منهك الجسد من شدة التعب. «خالد لما مات ماكنش معاه بطاقة لأنه كان قاصر، وأولاد الحلال خلصوا له إجراءات الدفن بسرعة»، تكمل إيمان حديثها، كاشفة عن تزوير فى سبب الوفاة، حيث دُون أن سبب الوفاة سقوط من شجرة، بالرغم من وجود آثار صعق واضحة على جسد ابنها، تقول إيمان إنها كانت تظن أن السمسار يقوم بعمل خير، حتى ينهى إجراءات الدفن سريعاً، وذلك إشفاقاً منه على ما تعرضت له الأسرة من صدمة، ولكن أدركت فيما بعد أن كل تلك الإجراءات كانت سبباً فى إهدار حق ابنها، وتضيف إيمان قائلة، إن السمسار وعدها بأن يخلص إجراءات معاش للأسرة، ولكنه سعى فى ذلك ولم يتمكن من إنجاز الإجراءات. كل ما تطلبه إيمان، معاش شهرى ولو بسيط، لتتمكن من الإنفاق على علاج زوجها، أو أن تقضى به الاحتياجات الأساسية فقط للبيت، وتختم حديثها باكية: «أنا عمرى ما نسيت خالد، الولد كان ممكن يطلع حاجة كبيرة ويتعلم، أنا بعيا كل سنة فى ذكرى وفاته».
محافظة الفيوم
أكثر من 25% من أهالى المحافظة يعانون من الأمية
المرتبة الـ24 من 27 محافظة على مستوى الجمهورية من حيث الدخل
واحدة من ثلاث محافظات تقع على شمال الصعيد، وهما بنى سويف والمنيا
شهدت الفيوم عام 1990 تنظيماً إرهابياً عرف بـ«تنظيم الشوقيين»، نسبة إلى شوقى الشيخ، حيث تخصص التنظيم فى عمليات التصفية والإرهاب
مساحة المحافظة 6068 كم2، عدد سكانها 3٫170٫150 نسمة، طبقاً لتقدير السكان فى يناير عام 2001
نسبة المواطنين تحت خط الفقر فى المحافظة، 36% من الأهالى (منظمات مجتمع مدنى)