«حسين»: أى صاحب شغل يشوفنى يقولى «خُد حسنة وامشى أنت مش هينفع تشتغل».. وعندى عيال عايز أربيهم
«حسين»: أى صاحب شغل يشوفنى يقولى «خُد حسنة وامشى أنت مش هينفع تشتغل».. وعندى عيال عايز أربيهم
«حسين» وسط أبنائه
فى قرية سنهور بمحافظة الفيوم، بيت صغير مكون من طابق واحد، لا يوجد فى صالته سوى كنبة وحصيرة، يجلس حسين خطاب، 30 عاماً، مبتور الذراع، بجواره أولاده، يقول إنه مثل باقى شباب المحافظة، يخرجون للعمل باليومية، فى أى مهنة، ليوفروا دخلاً، بالكاد يكفيهم.
صعقته الكهرباء ورفضت الشركة التى كان يعمل بها تعويضه
يحكى «حسين» عن رحلته الشاقة للبحث عن عمل قبل إصابته، التى باتت شبه مستحيلة بعد وقوع الإصابة، منذ 4 سنوات، قائلاً إنه ذهب لمحافظ الفيوم أكثر من مرة، يشكو له سوء الحال، وعدم قدرته على الإنفاق على أولاده، وفور الاستماع له، يرسله المحافظ إلى مسئولى القوى العاملة بالمحافظة، الذين يقومون بعرضه على مسئولى عدد من الشركات، ويكمل «حسين» بنبرة حزينة قائلاً: «صاحب الشركة يقولى إيه الراجل ده، آخره نديله حسنته، ده نص جسمه ضايع». بنبرة صوت مرتجفة، يتحدث «حسين» عن ظروف إصابته، قائلاً إنه كان يعمل لدى شركة الكهرباء للتوزيع، كعامل باليومية، وذلك فى مدينة دمياط، وكان يحصل على يومية لم تتجاوز الـ50 جنيهاً، ولم يحصل بالطبع على أى تأمين، ولكن الشركة كانت تكتفى بالحصول على صورة من بطاقته الشخصية فقط. يضيف: «طلعت أصلح عمود كهربا، بدلت السلك الأول والتانى، وقبل ما أبدل السلك التالت، العامل الفنى وصل الكهربا، ووقعت». يكمل «حسين» قائلاً إنه بمجرد إفاقته من آثار التخدير بعد العمليات التى تعرض لها، أدرك أن ذراعه اليمنى تعرضت للبتر، بسبب شدة الحروق التى حدثت له، كما أصيب بشرخ كبير فى الجمجمة، وضمور فى عضلات ساقه اليمنى، كما فوجئ أن الطوارئ التى استقبلته فى المستشفى الأول، سجلت اسمه حسين محمد على، وهو ليس اسمه الصحيح، ثم تم نقله من مستشفى فارسكور بدمياط، إلى مستشفى المنصورة، وهناك تلقى العمليات الجراحية التى كان يحتاجها.
162 قرية فى محافظة الفيوم تعانى من الفقر والبطالة بالإضافة إلى زيادة معدل الأمية.
يقول «حسين» إنه طوال الأربعة أعوام، لا يزال يجرى فى ساحات القضاء، محاولاً إثبات حقه من الشركة، التى تهربت من تحمل المسئولية، أو الاعتراف بخطأ أحد العاملين بها، كما لم تتكفل أى جهة بدفع تكاليف العلاج، مضيفاً: «أنا بحتاج لحد النهارده روشتة طويلة من الأدوية، منها مسكنات، وعلاج مخ وأعصاب بسبب الشرخ اللى فى الجمجمة، وفيتامينات»، مؤكداً أنه لا يتحمل مرور يوم واحد دون تعاطى تلك الأدوية التى يحتاجها، واصفاً الألم الذى يشعر به بأنه لا يحتمل.
أما والده خطاب حسين، 60 سنة، فيقول إن الأسرة كلها تعانى من ظروف سيئة جداً، حيث يعانى أخوه الأصغر «محمد» من إعاقة ذهنية تمنعه من العمل، وهو شاب عمره 25 سنة، حيث تتكلف الأسرة بدفع مصاريف مضاعفة لتوفير ما يحتاجه من أدوية، قائلاً: «ابنى الكبير كده إصابته خلته عبء، بالإضافة لعبء أخوه التانى اللى عنده إعاقة، هصرف على مين ولا مين؟». يكمل الأب حديثه: «بالرغم من أن التقرير الطبى يؤكد إصابة ابنى بصعق كهربائى وشرخ فى الجمجمة، لأنه لما وقع نزل على دماغه، لكن الشركة رفضت تدفع أى تعويض، وأخدوه رموه فى المستشفى باسم غلط».
ويختم «خطاب» حديثه بقوله: «ابنى محتاج الدولة تصرف له معاش شهرى، الشركة اللى اتصاب بسببها شركة كهربا حكومية»، مضيفاً أن ابنه لن يتمكن الآن من العمل فى أى مهنة أخرى، بسبب البتر فى ذراعه اليمنى، والأدوية الكثيرة التى يضطر لتناولها.