«أحمد»: «السمسار اللى ودانى الشغل قال لى ما أقدرش أعمل لك حاجة»
«أحمد»: «السمسار اللى ودانى الشغل قال لى ما أقدرش أعمل لك حاجة»
أحمد
بيت صغير فى سنهور، مبنى من دور واحد، حجراته ضيقة، يكاد يخلو من الأثاث، يجلس أحمد السيد مخيمر، شاب فى الـ35 من عمره، يقول: «الإصابات اللى حصلت لى خلت حياتى تحت الصفر».
يوضح أحمد السيد أنه مثل بقية أقرانه، عانى من ندرة فرص العمل فى الفيوم، فاضطر للعمل باليومية فى شركة الكهرباء للتوزيع فى محافظة الشرقية، مؤكداً أن يوميته لم تكن تتجاوز الـ50 جنيهاً.
يصف أحمد السيد، المجهود الكبير الذى كان يقوم به، حيث يقضى أياماً طويلة بعيداً عن أسرته، يخرج فيها من بيته قبل الفجر ليركب مع بقية العمال عربة مكشوفة، تنقلهم من قراهم فى محافظة الفيوم لمكان عملهم فى محافظة الشرقية، حيث يعملون يومياً فى مهام شاقة، تستمر لأكثر من 12 ساعة يومياً.
يواصل أحمد أنه كان يعد الأيام التى يقضيها فى عمله، ليحصل على أكبر مبلغ، ليكفيه احتياجات بيته حتى نهاية الشهر، موضحاً «قعدت فى الشرقية 10 أيام، فى آخر يوم هناك كنا شغالين فوق عمود كهربا، وواحد فنى من الشركة وصل الكهربا بالغلط»، يقول أحمد إنه لم يع ما حدث له سوى بعد فترة من تلقيه تلك الصدمة الكهربائية.
وعن الإصابات التى عانى منها أحمد يقول: «فضلت سنة راقد فى السرير، دراعى اليمين مابقدرش أتنيه، محتاج زرع عصب، وتم ترقيع جروح كتيرة فى رجلى الشمال»، يؤكد أحمد، عدم قيام أى جهة بالتكفل بعلاجه، حتى الشركة التى حدثت إصابته فيها لم تقم بتعويضه، باعتباره عاملاً باليومية، ولم تعترف الشركة بالخطأ الذى حدث من الفنى الذى قام بتوصيل الكهرباء دون إنذار.
يخرج أحمد إحدى الأوراق من ملف ممتلئ بصور الأشعة والتحاليل، ويقول: «التقرير الطبى يؤكد تفاصيل الإصابة، وأنها ناتجة عن صعق كهربائى، بس محدش بيقدر ياخد حقه من الحكومة»، يضيف أحمد أنه لم يتلق أى تعويض مالى عن إصابته، واضطر طوال عام كامل أن يدفع تكاليف علاجه، التى يعجز عن توفيرها حتى الآن، حيث يحتاج إلى عملية زرع عصب، تكلفتها تتجاوز الـ25 ألف جنيه. «بدل ما كنا فقرا بقينا معدومين»، يوضح أحمد، قائلاً أنه رب أسرة تتكون من ثلاثة أطفال، أكبرهم طفل فى الصف الثالث الابتدائى، وأصغرهم طفلة عمرها عامان ونصف، وبعد الحادثة التى تعرض لها أصبح عاجزاً عن توفير احتياجات أسرته. حيث يرفضه معظم سماسرة العمالة فى المحافظة، بسبب إصابته، وصعوبة حركته، خاصة أن ذراعه اليمنى لا تحتمل رفع أى وزن ثقيل. مضيفاً: «أنا لو كنت مت وقتها كان أهون، مفيش أصعب من إنك متعرفش تصرف على عيالك».