# 25_ خساير _ الكرة خارج المرمى
# 25_ خساير _ الكرة خارج المرمى
صورة أرشيفية
مرت الكرة المصرية بحالة انعدام وزن عقب ثورة 25 يناير، أدت لتعطل مسيرتها التى كانت فى أوج تألقها فى السنوات الخمس التى سبقت الثورة، بعد تحقيق المنتخب الوطنى بطولة الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية، إضافة إلى ارتفاع المستوى الفنى لمسابقة الدورى الممتاز، لكن الأمور بدأت فى الانهيار عقب الثورة، بسبب تجميد النشاط فى أكثر من مناسبة، علاوة على تزايد حالات الشغب، وغياب الجماهير عن المدرجات، و«الوطن» ترصد أبرز خسائر الكرة المصرية فى سنوات ما بعد يناير.
المنتخب الوطنى.. بين غياب «اللعبة الحلوة» وإرهاب «الألتراس».. والنتيجة صفر / صفر
سمير زاهر، رئيس اتحاد كرة القدم الأسبق، يرى أن ثورة يناير أثّرت بشكل سلبى على الكرة المصرية بعد فترة من التوهج، وصلت فيها لمرحلة غير مسبوقة على جميع المستويات، سواء الأندية أو المنتخبات. ويقول: «الكرة المصرية أصابتها حالة من الفوضى عقب ثورة يناير».
شوقى غريب، المدير الفنى السابق للمنتخب الوطنى، والحالى لفريق الإنتاج الحربى، أكد أن ثورة يناير أثرت بصورة مباشرة على مستوى كرة القدم المصرية، بسبب عدم الانتظام وفترات التوقف الطويلة، والتى أدت بعد ذلك لتلاحم المواسم بصورة مبالغ فيها، ما أثر على الناحيتين الفنية والبدنية، كما تسبب عدم الانتظام فى مسابقة الدورى الممتاز عقب اندلاع الثورة فى تأثر المستوى الفنى للمنتخب الوطنى بشكل مباشر وهبوط مستواه وتصنيفه فى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا».
انهيار المنتخب الوطنى
اندلعت الثورة فى بداية عام 2011، وكان المنتخب الوطنى وقتها بطلاً للأمم الأفريقية 3 مرات متتالية آخرها 2010، وكان يضم جيلاً ذهبياً هو الأرقى فى تاريخ الكرة المصرية فى الـ20 عاماً التى سبقت أحداث يناير، وكان يقع المنتخب فى المركز العاشر على مستوى العالم فى التصنيف الشهرى لـ«فيفا»، فى يناير 2011، وتقهقر الفريق حتى وصل إلى المركز 58 على مستوى العالم فى تصنيف يناير 2015، بعد أن انحدر 48 مركزاً دفعة واحدة، وفشل فى التأهل للأمم الأفريقية 3 مرات، واعتزل عدد كبير من النجوم وانخفض مستوى عدد آخر.
ونال الفريق هزيمة مدوية أمام منتخب غانا بـ6 أهداف مقابل هدف، لتصبح أثقل هزيمة رسمية للمنتخب الوطنى خلال أكثر من 80 عاماً، ويواصل الفشل فى التأهل لكأس العالم طوال 25 عاماً متتالية.
بعد ثورة يناير، باتت جماهير الألتراس فى كل الأندية بمثابة الأزمة الكبرى، بعد أن دخلت فى صدام مع كل أجهزة الدولة، ومسئولى ورؤساء الأندية، مما أدى لتعطل قرار عودة الجماهير للمدرجات حتى الآن، بعد ما يقرب من 4 سنوات على غياب الجماهير عن المدرجات، وهو ما كبّد الأندية والكرة المصرية خسائر بالجملة، على الرغم من محاولات الألتراس فى الوقت الحالى إثبات حسن النوايا ومطالبتهم بالعودة للمدرجات والالتزام بالتشجيع فقط، إلا أن الأمر ما زال محل دراسة.
انهارت مسابقة الدورى الممتاز، بعد أن شهدت حالة من الاستفاقة فى السنوات العشر التى سبقت أحداث يناير، ولم تعد المسابقة بذات الجودة التى كانت عليها، وتراجع ترتيب الدورى المصرى بعد أن كان الأول عربياً والـ12 على مستوى العالم، ليصبح 43 فى عام 2014، ثم 35 فى عام 2015، وتم إلغاء المسابقة مرتين فى 5 سنوات فقط، إضافة إلى غياب الجماهير عن المدرجات، بعد وقوع عشرات الضحايا فى حادثتى بورسعيد والدفاع الجوى، وهو ما أدى لغياب الجماهير عن جميع المباريات، وتسبب هذا الأمر فى خوض الأندية مبارياتها الأفريقية فى غياب الجماهير، مما أدى لتهديد الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» بنقل مباريات الفرق المصرية إلى السودان فى حالة استمرار غياب الجماهير عن المباريات الأفريقية. وتكبدت الأندية المشاركة فى مسابقة الدورى الممتاز خسائر مالية بالجملة، بسبب التزامها بسداد المقابل المادى لعقود اللاعبين والمدربين، فى الوقت الذى ألغيت فيه مسابقة الدورى مرتين خلال خمس سنوات.
أما الألعاب الأخرى، فشهدت تبايناً فى النتائج التى حققها اللاعبون، ما بين الإخفاق والإنجاز، فحققت مصر ميداليتين فى أولمبياد لندن لكل من كرم جابر وعلاء أبوالقاسم، وهو رقم أقل من المتوقع قبل انطلاق فعاليات الأولمبياد، وأكد عدد من مسئولى الاتحادات الرياضية أن توقف النشاط الرياضى عقب ثورة يناير أدى لخسائر مالية بالجملة على الاتحادات الرياضية المختلفة، وهو ما أثر على مستوى إعداد اللاعبين والفرق والمنتخبات، وهو ما أدى لتدهور النتائج فى مختلف الألعاب، وإن بدأت الأمور فى العودة لنصابها مع دورة ألعاب البحر المتوسط التى أقيمت فى مارسين بتركيا عام 2013، حيث احتلت مصر المركز الخامس برصيد 67 ميدالية متنوعة منها 21 ميدالية ذهبية فى مختلف الألعاب، وهو أكبر رصيد للميداليات فى تاريخ مشاركات مصر بالمسابقة.
أيضاً، صاحبت ثورة 25 يناير والسنوات التالية لها، حالة من عدم الاستقرار الأمنى والسياسى، ما أثر بشكل مباشر على تنظيم مصر للبطولات والمحافل الكبرى فى جميع الألعاب، وكان أبرزها خسارة شرف تنظيم دورة ألعاب البحر المتوسط 2013، التى كانت مصر هى الأقرب لاستضافتها فى الإسكندرية، إلا أن أحداث الثورة ساهمت فى نقل التنظيم إلى مدينة مارسين التركية.
كما رفض اتحاد الكرة التقدم لاستضافة بطولة الأمم الأفريقية بسبب عدم الاستقرار وقلة فرص الملف المصرى فى المنافسة، وتعد بطولة الأمم الأفريقية لكرة اليد التى انطلقت منذ أيام قليلة هى أول مسابقة كبرى تتمكن مصر من الفوز بشرف تنظيمها منذ عام 2011.