# 25_ خساير _ التدخل الخارجى
# 25_ خساير _ التدخل الخارجى
سد النهضة.. انشغلت مصر بالتقلب فى السياسة فبات كارثة تسعى الدولة إلى حلها الآن
بعد 5 سنوات من ثورة 25 يناير تغيرت سياسات عدة دول تجاه مصر 180 درجة، وأصبحت قوانين اللعبة مختلفة تماماً، وتبدل حلفاء مصر حسب الخريطة الجديدة فى المنطقة، ليصل تدخل الثلاثى (الأمريكى والقطرى والتركى) فى الشأن المصرى إلى درجة «الهيمنة» بفضل وصول الإخوان للسلطة، فيما استغلت إثيوبيا انشغال مصر بالخلافات السياسية لإطلاق إشارة بناء «سد النهضة» بأقصى سرعة ممكنة، ليصبح فى حد ذاته «كارثة كبرى».
«الشاذلى»: تدخل تركيا فاق الحدود.. و«العدوى»: قطر تحكمت فى «الشأن المصرى» وطائر «النهضة» أفرخ كارثة سد «النهضة».. و«30 يونيو» أجهضت مؤامرة مثلث الشر
إحدى الكوارث التى تسببت فيها الصراعات السياسية التى نتجت عن ثورة 25 يناير، تتمثل فى بناء سد النهضة الإثيوبى واستغلال أديس أبابا للحراك السياسى الداخلى والشروع فى بناء سد النهضة دون الرجوع لمصر، حيث يؤكد رئيس الجمعية الأفريقية السفير أحمد حجاج أن الجانب الإثيوبى استغل الصراع السياسى فى مصر بعد ثورة 25 يناير وانشغال الأطراف السياسية بتقسيم المناصب بين بعضهم البعض والمحاولة لإيجاد رئيس جديد للبلاد بديلاً للرئيس الأسبق مبارك وبدأت مشروع سد النهضة.
يقول «حجاج»: «تم الإعلان وقتها عن أن سعة تخزين السد ستكون 14 مليار متر مكعب، ولكن مع انشغال مصر بالصراعات الداخلية والأزمات التى جرت فى عهد الإخوان تطور الأمر إلى إعلان الجانب الإثيوبى أن سعة تخزين بحيرة السد 74 مليار متر مكعب».
واعتبر أن محاولة الإخوان التعامل مع قضية سد النهضة «كارثة»، لأنها زادت من تعقيد الأمر وأصبح الجانب الإثيوبى يأخذ صورة نمطية عن تعامل مصر مع قضية السيد وقد غابت الثقة بشكل كبير عن التعامل مع الجانب المصرى بسبب اجتماع الإخوان الذى تمت إذاعته على الهواء مباشرة.
ويرى «حجاج» أن قضية سد النهضة ستظل مرتبطة بما خلفته ثورة 25 يناير من صراعات سياسية داخلية أدت إلى انشغال الجانب المصرى عن تلك القضية، فضلاً عن الأسباب المتعلقة بالبعد عن العمق الأفريقى، وستظل القضية كما هى عليها حسب المتوقع.
يقول مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير كمال عبدالمتعال إن ثورة 25 يناير كانت لها بالتأكيد تأثيرات سلبية فى السياسة الخارجية، وخاصة السماح بالتدخل الأمريكى والتركى والقطرى فى البلاد بشكل كارثى، لم تتعرض له مصر بهذا الحد حتى أيام الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
ويضيف «عبدالمتعال»: «التدخل الأمريكى كان له تأثير سلبى فى تمكين الإخوان من الحكم فى مصر، والرهان عليهم، خصوصاً بعد أن انحرف الإخوان بالبلاد عكس توقعات الأمريكيين تماماً، ما أدى إلى التأثير على الوجود الأمريكى فى مصر ومنها فى المنطقة أيضاً بعد سقوط الإخوان».
ويشير إلى أن السياسة الأمريكية ظلت مرتبكة ورغم ذلك راهنت على الجماعة لتعزيز وجودها فى مصر، بعد أن كانت الحليف القوى لنظام «حسنى مبارك».
مساعد وزير الخارجية الأسبق، يلفت إلى أن واشنطن ظنت أن الإخوان هم الأكثر قوة على تعزيز نفوذها، وراهنت على تولى فصيل الإسلام السياسى السلطة، ليصبح التدخل الأمريكى فى مصر ملحوظاً للجميع، وهو ما تشهد عليه لقاءات السفيرة الأمريكية وقتها «آن باترسون» السياسية المُعلنة والسرية مع قادة الإخوان وغيرهم.
على الصعيد القطرى، يوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق عادل العدوى أن من ضرائب ثورة 25 يناير زيادة مساحة الدور القطرى فى الشأن المصرى، حتى أصبحت الدوحة الحليف العربى الأقوى لمصر فى المنطقة ككل بسبب تولى الإخوان للسلطة، وأصبحت قطر تتدخل بشكل مباشر للتحكم فى الشأن المصرى سواء من خلال الزيارات المتكررة التى كان يجريها المسئولون القطريون للقاهرة، والمسئولون المصريون للدوحة، وهو ما ترجمه إعلان قطر دعم مصر بمليارات الدولارات، وذلك لتعزيز مكانها الإقليمى واعتبار الدولة القطرية هى قائدة الدور الإقليمى فى المنطقة.
«العدوى» يؤكد أن النظام القطرى كان داعماً لحكم الإخوان فقط وليس لمصر كدول أخرى تكون حليفة للدولة المصرية، واعتبرت الدوحة نفسها لاعباً إقليمياً وقتها وسعت للعب دور بارز فى القضية الفلسطينية وقت الحرب على غزة، كما أثر التدخل القطرى فى الشأن المصرى بالسلب على علاقات مصر مع كل من السعودية والإمارات.
التدخل التركى أيضاً من ضرائب ثورة 25 يناير، واعتبر سفير مصر الأسبق فى تركيا السفير فتحى الشاذلى أن أنقرة كان لها دور بارز فى التدخل فى الشأن المصرى الداخلى بعد ثورة 25 يناير وتمكن الإخوان من الحكم، مؤكداً أن أنقرة دعمت الإخوان اقتصادياً وسياسياً وأصبحت المحرك للسياسة المصرية وقتها من خلال المنح والقروض والمشروعات الاستثمارية التى كانت تقدمها لمصر مع بداية تولى الإخوان للسلطة.
ويقول «الشاذلى»: «التنسيق بين مصر وتركيا فى عهد الإخوان أبعد مما يتصوره أحد، ولم يكن التنسيق على الصعيد الاقتصادى فقط، الذى حصل فيه رجال الأعمال الأتراك على امتيازات واسعة لاستثماراتهم وقت تولى الإخوان، وإنما تطرق إلى الصعيد السياسى أيضاً».