حتى الآن لا يعلم أى من المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية أو الناخبين ما هى مهام وسلطات الرئيس القادم.. وسنفترض فى هذا المقال أن رئيس الجمهورية القادم يتمتع بصلاحيات وسلطات تمكنه من النهوض بمصر وشعبها.
وفى تصورى أنه يجب على الرئيس القادم أولاً أن يقرأ المحطات المهمة فى تاريخ الشعب المصرى العظيم والتى تكشف بالدليل عن المعدن الأصيل لهذا الشعب، وسيكتشف الرئيس القادم بعد القراءة أن أمامه مهمة واحدة وسامية إذا ما حققها تحققت كل آمال الشعب، وهذه المهمة هى استعادة الروح الوطنية المصرية بتوحيد الشعب على قلب رجل واحد، فقد حقق المصريون المعجزات حين سادت هذه الروح فكان الشعب المصرى كله لا ينتمى إلا لمصريته لا تفرقه ديانة أو أيديولوجيات سياسية أو صراعات على السلطة، هذه الروح تحققت فى ثورة 1919 ورأيناها فى العدوان الثلاثى على مصر ورأيناها فى معركة بناء السد العالى وكذلك فى حرب أكتوبر 1973 وأخيراً فى ثورة الشعب المجيدة والخالدة فى 25 يناير 2011 وتحديداً فى الأيام الثمانية عشر الأولى فى الثورة.
فالهدف الأسمى والمشروع القومى الأول للرئيس القادم يجب أن يكون إعادة التماسك للشعب المصرى والعمل على وحدة الصف والهدف ولن يكون ذلك إلا بتوحيد الشعب خلف مشروع قومى كفيل بتوحيد المصريين حوله ومن أجله يتناسى الشعب أى خلافات جانبية بين أطيافه، والمشروعات القومية كثيرة ومن أمثلتها النهوض بالتعليم أو الخروج من الوادى الضيق أو تعمير سيناء أو القضاء على العشوائيات أو إقامة صناعات كبرى أو محاربة الفقر مع محو الأمية، والعقول المصرية فى الداخل وفى الخارج زاخرة بالأفكار القابلة للتطبيق ولكن تنقصها الإرادةالسياسية والعزيمة الحقيقية لتحقيق الأهداف.
وذلك يتطلب أن يشعر المصريون أن رئيسهم القادم لهم جميعاً وليس لطائفة معينة أو من طائفة معينة وأن يسود العدل الذى هو أساس المُلك وأن يسود القانون ويطبق على الجميع بلا تمييز وأن يُقضى على الفساد الذى ينخر كالسوس فى عظام الشعب والوطن كل ذلك يُشعر المواطن أنه مالك لهذا الوطن وأن له حقوقا يدافع عنها ومشروعا قوميا سيعود عليه بالرخاء والازدهار فيعمل ويبذل ويضحى من أجل تحقيق الأمل الذى بدونه تُحبَط الذمم وسيبحث المواطن -بقناعة- عما يجب أن يعطيه قبل أن يبحث عما يجب أن يأخذه.
المطلوب من الرئيس القادم أن يحول منصب الرئاسة إلى قلب نابض بالأمل لتحقيق النهضة لا أن يكون المنصب مجرد آلة لإدارة وتسيير شئون البلاد اليومية.
المطلوب من الرئيس القادم ألا يسمح بأن يكون منصب الرئاسة محلاً للمناورة بين رغبات القوى المتصارعة حالياً وألا يطلب الغطاء والحماية إلا من الشعب الذى سيقف حوله وبجواره، وليس خلفه، يسانده ضد أى ابتزاز يمكن أن يعوقه دون تحقيق المشروع القومى الأول وهو إعادة الروح الوطنية المصرية.
وأخيراً مطلوب من الرئيس القادم أن تقوم علاقة مصر الخارجية على الندية والمصلحة والحفاظ على الكرامة الوطنية واستعادة دور مصر العربى والأفريقى والإقليمى والدولى.