إيه اللى رماها ع المر.. «زرزارة» فى برج «ضغطها العالى»: مصعوقة.. أو مذبذبة
إيه اللى رماها ع المر.. «زرزارة» فى برج «ضغطها العالى»: مصعوقة.. أو مذبذبة
أبراج الضغط العالى فى قلب زرزارة
يعيش آلاف المواطنين بمنطقة «زرزارة» فى حى غرب أسيوط فى خطر يتجدد يومياً، نتيجة تعرضهم للمجال المغناطيسى الذى تحدثه خطوط الضغط العالى، فضلاً عن تكرار حوادث الصعق بالكهرباء إثر اضطرارهم للسكن فى تلك المنطقة، رغم علمهم بالكوارث التى قد تحدث، واللافت للنظر أن معظم تلك المنازل دخلتها المرافق كاملة، بالرغم من حظر القانون. ترتفع أسلاك الكهرباء فوق رؤوس سكان المنطقة، يعرفون أنهم يعرّضون حياتهم وحياة أبنائهم للخطر، بعد قرارهم بالسكن فى تلك البقعة المنسية من المحافظة، إلا أن توقعهم للخطر لم يرتق إلى معرفة أضرار ذبذبات التيار الكهربائى التى أصابتهم بالأمراض المزمنة، ورغم ذلك يرفض السكان المغادرة إلا بتوفير بديل.
«إذا أردت أن ترى الموت بعينيك فلا بد أن تقضى الليل معنا، فصوت ذبذبات الكهرباء يشبه صوت الرعد.. منذ فترة سقط سلك من الأبراج على ساكن كان يجرى وراء قطة التقطت ورك فرخة كان أمامه، وبمجرد صعوده إلى سطح المنزل صعقه التيار فتحول إلى جثة هامدة، مخلفاً وراءه زوجة وأربعة أبناء»، هكذا وصف عمر سيد، سمسار من سكان المنطقة، حجم المخاطر المحيطة بسكان المنطقة، لافتاً إلى أن الظروف المادية أجبرتهم على السكن فى المنطقة بعد ارتفاع أسعار الأراضى والوحدات السكنية.
وقالت آمال مختار، من سكان المنطقة، إنها كانت بالخارج لقضاء مستلزمات المنزل من السوق، وتركت زوجها وأبناءها بالمنزل، وبعد مرور أقل من ساعة فوجئت باتصال هاتفى يخبرها بوفاة زوجها بعد صعقه بالكهرباء، وأضافت أنها عقب وفاة زوجها فوجئت بقضية مرفوعة من شركة «أسمنت أسيوط» ضد ابنها تطالب فيها بتعويض لأن وفاة زوجها عطلت العمل بالمصنع يوماً وليلة بسبب انقطاع الكهرباء.
وبجوار أحد الأبراج تسكن هدى خميس أحمد، ربة منزل، برفقة أسرتها المكونة من 7 أفراد فى «خيمة»، بعد أن اضطرت إلى هجرة القاهرة برفقة زوجها أحمد عبدالحميد، لأن ظروفهم المعيشية لا تسمح باستئجار وحدة سكنية. وقالت الزوجة لـ«الوطن» إن زوجها يعمل باليومية، وأكبر أبنائها 13 عاماً وأصغرهم 6 سنوات، وأضافت: «كنا نعيش فى غرفة بمنزل قديم بالقاهرة وعائلة زوجى من أسيوط وعقب إزالة المنزل الذى كنا نعيش فيه رجعنا إلى أسيوط ولم نجد مأوى سوى تلك الخيمة».
من جانبه، صرّح مصدر مسئول بكهرباء أسيوط بأن الأهالى شيّدوا منازلهم بمنطقة «زرزارة»، وهم يعلمون أن بها أبراج ضغط عال، لافتاً إلى أن القانون رقم 63 لسنة 1974 وتعديلاته، يحظر على صاحب الأرض التى تمر أعلاها أو بالقرب منها أسلاك الخطوط الكهربائية ذات الجهود الفائقة أو العالية أو المتوسطة أن يقيم مبانى على الجانبين، أو أن يرتفع بالمبانى إذا كان العقار مبنياً، أو أن يزرع أشجاراً خشبية إذا كانت أرضاً زراعية، دون مراعاة المسافات المنصوص عليها فى المادة رقم «6» من القانون. وحال مخالفة هذا الحظر يتعين الحكم على وجه الاستعجال بهدم المبانى المخالفة وإزالتها أو قطع الأشجار على نفقة المخالف.