أحطم قلوبهم لأنتقم منه
صورة أرشيفية
الحب فى حياتها كالهواء والماء لا غنى عنه، ودخولها عالم العشاق جاء فى سنوات عمرها الأولى عندما كانت (ل. ف) تبلغ من العمر تسع سنوات، حينها أحبت شاباً يكبرها بـ10 سنوات، حاولت التقرب منه مراراً وتكراراً وبشتى الطرق ولكنه كان يرى فيها طفلة جميلة مدللة أو شقيقة صغرى، إلا أنها كانت تعشقه لدرجة أنها لا تبالى بما يراه فيها، بل الأهم عندها ما كانت تشعر به ناحيته، حتى إنها كانت تنتظر اليوم الذى تكبر فيه لتصبح فتاة شابة تليق به، وتنظر إلى المرآة صباح كل يوم لتتأمل جسدها وتسأل نفسها ترى متى يرى فىَّ امرأة يرغب فى الزواج بها؟ ومرت 7 سنوات وهى بنفس الحال حتى نزل عليها خبر كالصاعقة حين علمت أنه سيتزوج بإحدى زميلاته، وهى التى لم تشك يوماً فى أنه سيصبح ملكاً لغيرها حتى وإن كانت قناعتها تلك من وحى خيالها فقط، حينها تبدلت حياة (ل. ف) وانقلبت رأساً على عقب، الصدمة حولتها إلى فتاة ترغب فى الانتقام من كل الشباب، باتت ترى فيهم ذلك الشاب الذى رفض حبها وهى التى تفانت فى عشقه دون أن تنتظر مقابلاً، حتى أنوثتها استخدمتها كسلاح لجذب عشاقها حتى تثبت لنفسها أنها صارت المرأة الجذابة التى طالما كانت تنتظرها حتى تلفت نظر حبيبها الذى لم يلتفت إليها يوماً، مرت 3 سنوات على (ل. ف) بنفس الحال، حاولت كثيراً أن تنهى تلك الحالة التى سيطرت عليها وتخلع عن جسدها روح الانتقام التى تمكنت منها إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل.
من جانبها قالت الدكتورة هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسى، إن «ل. ف» من الشخصيات الحدية التى تتسم بكونها شخصية ملولة تتقرب من الناس ثم ما تلبس أن تبتعد عنهم، والحقيقة أن ما تفعله مع كل من توقعهم فى حبها ليس بسبب تلك الصدمة التى تعرضت لها، والدليل على ذلك أن الكثيرين يتعرضون لمواقف مشابهة أو أصعب ولكنهم لا يحذون حذوها، ولكنها تحاول أن تبرر لنفسها، وتضع نفسها فى موقف الضحية، وتنصحها «العيسوى» بأن تتروى أثناء الدخول فى أى علاقة وأن تطلب من أحد المقربين منها مراقبة تصرفاتها حتى يوقفها عندما تبدأ فى الاستعجال، كما تطالبها أيضاً بأن تكون صريحة فى التعامل مع الطرف الآخر وأن تخبره بحقيقة طبيعة شخصيتها وتقول له من البداية إنها شخصية متقلبة المزاج ليحاول استيعابها.